تطورت خلافات بين رجل وحماته إلى تبادلهما السبّ والشتم في الإمارات، ولجوئهما إلى أروقة المحاكم لمقاضاة بعضهما، وقضت محكمة ابتدائي مدني بإلزام المدعى عليها أن تؤدي للمدعي 3000 درهم تعويضاً عن الضرر المادي، و6000 درهم تعويضاً عن الضرر الأدبي، مع الفائدة القانونية 6%، وألزمتها الرسوم والمصروفات وأتعاب المحاماة، ورفض ما زاد على ذلك من طلبات، كما قضت تقابلاً بقبول الادعاء المتقابل شكلاً، وفي الموضوع بإلزام المدعى عليه تقابلاً أن يؤدي للمدعية 3000 درهم تعويضاً لها عن الضرر المادي، و6000 درهم تعويضاً عن الضرر الأدبي، مع الفائدة القانونية بواقع 6% عن إجمالي المبلغ المحكوم به، وألزمته رسم الدعوى ومصروفاتها وأتعاب المحاماة.
وتفصيلاً، أفاد المدعي في صحيفة الدعوى، بأن المدعى عليها تولت سبه متلفظة بألفاظ تخدش شرفه واعتباره وسمعة عائلته، كما تولت تهديده، وأن محكمة الجزاء قضت بتغريمها 1000 درهم عما أسند إليها من اتهامات ومن بينهما سبه وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتعدي عليه.
وأوضح أنه نظراً لما أصابه من ضرر أدبي ومادي تمثل فيما لحقه من آلام نفسية وأدبية ألحقت به أضراراً تمثلت في متابعة إجراءات التقاضي وأتعاب محاماة، وأن تعدي المدعى عليها كان فيه إهانة له وتقليل من شأنه، فهو يطالب بإلزامها أن تؤدي له 20 ألف درهم تعويضاً عن الأضرار المادية والأدبية التي لحقت به.
وأقام وكيل المدعى عليها دعوى تقابلاً، أفاد فيها بأن المدعي تولى سب موكلته بألفاظ تخدش شرفها واعتبارها، وبحضور عائلتها، وأنها قدمت ضده بلاغاً وقضت محكمة الاستئناف بتغريمه 1000 درهم، وأنها نظراً لما لحقها من ضرر مادي وأدبي نتيجة ما ارتكبه المدعي تقابلاً في حقها، ودِين من أجله جزائياً، وما أصابها من ضرر مادي تمثل في تعكر حالتها الصحية وما أصابها من ضرر أدبي وشعورها بالألم النفسي وهي امرأة مسنّة ووالدة زوجته، فإنها تطالب بإلزامه أن يؤدي لها 51 ألف درهم تعويضاً عن الأضرار المادية والأدبية.
وجاء في منطوق حكم محكمة ابتدائي مدني، أن المحكمة ترى أن الألفاظ التي تلفظت بها المدعى عليها تجاه المدعي وتهديدها بحبسه وحبس ابنته وزوجته، فإن هذه الألفاظ فيها إساءة لمشاعره ومس من اعتباره، خاصة أن الواقعة حصلت أمام زوجته، وأن طلبه التعويض عما لحقه من ضرر أدبي صادف صحيح الواقع والقانون لثبوت حصول الضرر الأدبي، وترى المحكمة تعويضه عما لحقه من ضرر أدبي بقيمة 6000 درهم، وتلزم بها المدعى عليها بأن تؤديه للمدعي، أما التعويض عن الضرر المادي، فترى المحكمة تقديره بقيمة 3000 درهم، وتلزم بها المدعى عليها.
وأوضحت المحكمة أن المدعية قدمت تقابلاً لائحة ادعاء أفادت فيها بأن المدعى عليه سبها وتسبب لها في بذل مصروفات لمتابعة شكواها والإبلاغ عن الواقعة وحضورها التحقيقات وتوكيل محامٍ للدفاع عنها، دون أن تثبت المدعية أن ذلك أدى إلى تعكر حالتها الصحية، وتكتفي المحكمة بالتعويض عن الضرر المادي الذي لحقها وتقدره بقيمة 3000 درهم، وتلزم به المدعى عليه.
وأضافت المحكمة أنه بشأن التعويض عن الضرر الأدبي، فإن المدعى عليه تلفظ بألفاظ تجاه المدعية أثناء محادثتهما هاتفياً وتضمنت إساءة بالغة لها والمساس بشرفها واعتبارها، وإهانتها، وهي امرأة مسنة وتربطه بها علاقة مصاهرة باعتبارها والدة زوجته، وفي ذلك تأثير في نفسيتها لما شعرت به من حزن وألم، وترى المحكمة أن طلب تعويضها عما لحقها من ضرر أدبي صادف صحيح الواقع والقانون، وتقدره المحكمة بقيمة 6000 درهم وتلزم به المدعى عليه، كما تلزم المدعى عليه تقابلاً بأن يؤدي للمدعية 3000 درهم تعويضاً لها عن الضرر المادي.