إربد _ هنأ المرصد الوطني الأردني لحقوق الإنسان على لسان رئيسه العين الأسبق سامي الخصاونة الوطن وقيادته الهاشمية الحكيمة بهذا اليوم الذي يعتز به أبناء الوطن وأكد الخصاونه أن تعريب قيادة الجيش العربي تجسيد لرسالة الثورة العربية الكبرى في الوحدة والحرية والاستقلال والتعريب خطوة جريئة فتحت للأمة آفاقاً رحبة من الانعتاق من التبعية الاستعمار فقد كان تعريب قيادة الجيش العربي، قصة وطن، وشجاعة قائد عزّ نظيرها في حقبة زمنية شهدت محطات مفصلية من عمر المملكة الأردنية الهاشمية، فالملك الشاب الذي لم يمض على توليه سلطاته الدستورية ثلاث سنوات استطاع بشجاعته وحكمته وقوة بصيرته إعادة ترتيب البيت الأردني، وقد عرف أن الجيش أساس الدولة وسر قوتها.
حفظ الله الوطن وقائد الوطن وقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية
بدوره قال نائب رئيس المرصد الوطني الأردني لحقوق الإنسان الشيخ عبد الرحيم الجمال نبارك للوطن وقيادته الهاشمية الحكيمة الاحتفال بهذا اليوم العظيم بتعريب قيادة الجيش العربي الأردني حين أدرك جلالة الحسين بن طلال طيب الله ثراه بحسه الوطني والقومي وبعد نظره، أنه يستحيل على الجيش العربي أن يتطور أو يتقدم ما دامت قيادته من غير أبنائه المخلصين، وأنه لا يمكن أن يحتل مكانةً مرموقةً عربياً ودولياً، إلا إذا تخلّص من قيادته الأجنبية التي لا همّ لها ولا شأنا في تسليحه وتدريبه وتطوير قدرات منتسبيه، وعمل منذ الساعات الأولى لاعتلائه العرش على التفكير في استبدال القيادة الأجنبية بأخرى عربية تعمل على تطويره وتحديثه وتدريبه وفق أفضل المعايير الدولية للجيوش المتقدمة، ليكتب أبناؤه بعد ذلك، تاريخه المشرف ببطولاتهم العظيمة، وتضحياتهم الجسيمة على أرض فلسطين وغيرها من الأرض العربية، وفي شتى بقاع العالم رسولاً للمحبة والسلام.
عضو الهيئة الإدارية في المرصد الوطني الأردني لحقوق الإنسان السفير عبدالله عطيه العفيشات قال لقد كان قرار تعريب قيادة الجيش العربي الذي اتخذه جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه دون النظر إلى نتائجه في ذلك الوقت العصيب، بداية الانطلاقة القوية للجيش العربي على وحي من رسالة الثورة العربية الكبرى ونبل رسالتها، وعلى قاعدة من العلم والمعرفة ومواكبة العلوم العسكرية والتكنولوجيا، فتسارعت همم الهاشميين وأطلقت العنان لأبناء الجيش العربي لبناء مؤسستهم العسكرية الوطنية التي باتت مثالاً يُحتذى، ونبراساً لكل العرب، بما حققته من سمعة عالمية.
واليوم ندخل المئوية الثانية بكل عزم واصرار مسلحين بالانتماء والأمل والعطاء والانجاز والوفاء والتضحية لهذا الوطن الكريم بأهله وقيادته الهاشمية.
امين سر المرصد الوطني الأردني لحقوق الإنسان الدكتور معتصم دراوشه قال نعتز بهذا الانجاز التاريخي الذي يسجل للهاشميين الأحرار الذين حرروا الوطن حين اتخذ جلالته طيب الله ثراه القرار القومي التاريخي الجريء بتعريب قيادة الجيش وتخليصه من التَبعية الأجنبية غير آبهٍ بنتائج هذا القرار، بكل شجاعة، وهو الذي نذر نفسه وأبناءه لبناء مجد الأردن وخدمة أمته العربية والإسلامية ونصرة قضاياها، حاملاً رسالته القومية، واضعاً نصب عينيه مصلحة وطنه وشعبه وأمته، لترتسم الفرحة الغامرة على جباه أبناء الأسرة الأردنية الكبيرة كلها.
حفظ الله الأردن وقيادته الهاشمية الحكيمة.
عضو الهيئة الإدارية في المرصد الوطني الأردني لحقوق الإنسان الدكتور فارس كريزم هنأ الوطن وأبناءه وقيادته الهاشمية الحكيمة بهذا اليوم العظيم مؤكدا التفاف أبناء الوطن حول القيادة الهاشمية التي حفظت الأردن على مدى مئة عام وننطلق معها نحو المئوية الثانية بنفس النهج والولاء والانتماء.
وقال كريزم لقد كان قرار الحسين قراراً سيادياً بحتاً ويعتبر خطوة على المسار الصحيح لاستقلال الأردن من النفوذ الأجنبي ونقطة تحول هامة في تاريخ العرب الحديث ودافعاً قوياً للأردن للدفاع عن استقلاله وكرامته وحريته، وقد أتاح هذا القرار للأردن بسط سيادته السياسية على كل إقليم الدولة ومؤسساتها، وأعاد الهيبة للجيش والأمة بامتلاك حريتها، وصنع قرارها، بعيداً عن التهديدات والضغوطات التي كانت تمارس بحقها، وأعطى الفرصة لأبناء الوطن لتولي المسؤولية والتدريب على القيادة العسكرية وخلق القادة من أبناء الأردن.
ويذكر التاريخ أنه في صباح 29 شباط 1956 وصل جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه إلى الديوان الملكي في ساعة مبكرة مرتدياً بزته العسكرية وفي عينيه تأهب وتحفز وتحد للزمن ليلتقي يومها رئيس الأركان، وبدأ جلالته حديثه مستوضحاً منه عن رأيه في تعريب قيادة الجيش العربي الأردني، وكان رد كلوب أن هذه المسألة ليست بالسهولة. ويقول جلالته في كتابه (مهنتي كملك): "ولما كنت خادماً للشعب فقد كان علي أن أعطي الأردنيين مزيداً من المسؤوليات، وكان واجبي أيضاً أن أقوي ثقتهم بأنفسهم وأن أرسخ في أذهانهم روح الكرامة والكبرياء القومي لتعزز قناعتهم بمستقبل الأردن وبدوره إزاء الوطن العربي الكبير، فالظروف والشروط كانت ملائمة لإعطائهم مكاناً أكثر أهمية في تدبير وإدارة شؤون بلادهم لا سيما الجيش، ولكن على الرغم من أن كلوب كان قائداً عاماً للجيش فلم يكن بمقدوره أن ينسى إخلاصه وولاءه لانجلترا وهذا يفسر سيطرة لندن فيما يختص بشؤوننا العسكرية، وقد طلبت مراراً من الانجليز أن يدربوا مزيداً من الضباط الأردنيين القادرين على الارتقاء إلى الرتب العليا وكان البريطانيون يتجاهلون مطالبي".
وقد أثارت هذه التراكمات سخط جلالة الملك وزادت من إصراره على إنهاء خدمات القيادة الانجليزية بأي شكل وأن هذا الأمر يجب أن يتحقق مهما كلف الثمن وبأقرب وقت وبلا تراجع، فجلالته كان على علم تام بما تخطط له القيادة الانجليزية حول التخلي عن هذا للضباط الأردنيين ومتى يمكن أن تفكر بهذا الأمر.
وعقد الحسين - يرحمه الله - العزم فكان القرار، وهو الأمر الذي فكر فيه جلالته طيب الله ثراه منذ كان طالباً وقرر أن يضع حداً لكلوب وتدخلاته بإنهاء خدماته، إنها الخطوة الجريئة التي أقدم جلالته - يرحمه الله - على اتخاذها والتي قابلها الشعب والجيش حباً بحب وولاء بولاء فأزالت عن الأردنيين هماً كبيراً وعززت ثقتهم بقائدهم الشاب وسداد رأيه وحكمته وبعد نظره.
وسطر جلالته في صفحات التاريخ خطوةً مباركةً وجريئةً وقراراً مجلجلاً في الداخل والخارج ليكون بذلك نهاية المعاناة وولادة المستقبل.