أثارت تصريحات الخبيرة السابقة في مؤسسة الغذاء الدواء بأن غذاءنا ليس امنا ، الذعر والخوف في الشارع الاردني بعد ان اسهبت في الشرح والتوضيح حول نسب بعض المركبات العضوية الفسورية في بعض المواد الغذائية المرتفعة جدا التي تفوق النسب المسموح بها باضعاف ، منتقدة بنفس الوقت الية الفحص لبعض العينات التي حسب قولها لا ترتقي الى الحد الادنى من المعايير المعتمدة .
تصريحات لا نستطيع أن نقول عنها الا انها خطيرة جدا بعد ان اربكت المشهد العام الذي تعامل مع التصريحات بشكل جدي واقرب الى الموثوقية واعتبرها امرا واقعيا دون تدقيق في ظل صمت الجهات المعنية وعدم الرد على هذه الاتهامات لغاية اعداد هذا المقال .
تصريحات اعادت ذاكرة الشارع الاردني الى تصريحات وصرخة أطلقت قبل ربع قرن تقريبا من وزير الصحة في الحكومة انذاك أشار فيها بان غذاءنا وماءنا فاسدان .
ان هذه التصريحات وامام الصمت الحكومي انتشرت كالنار في الهشيم وتعامل الناس معها بجدية وقناعة تامة بعيدا عن التدقيق بمدى دقتها وواقعيتها التي ستبقى تدحرج «ككررة الثلج « في ظل هذا التجاهل والارتباك.
امر يبقى اقرب الى التصديق دون تدخل الجهات المعنية التي عليها الان ان توضح حقيقية الامر بكل شفافية ومصداقية من خلال دراسات واطلاع الشارع الاردني على الالية الحقيقية في فحص العينات ونتائجها وتؤكدها لجنة محايدة ذات مصداقية .
مما يضع الحكومة امام اختبار صعب ومهم عليها ان تجتازه بنجاح كامل بتقديم المعلومات والحقائق كاملة للناس ، وبغير ذلك فان الامر سيبقى في الاذهان والعقول مما يكلف الدولة الكثير في الشأنين الاجتماعي والاقتصادي .
لنستذكر احدى التصريحات السابقة وما فعلته باقتصادنا عندما نشرت وسيلة اعلامية قبل عشرين سنة تقريبا بان الخضار في الاردن تروى بمياه ملوثة ،الامر الذي منعت بعض الدول العربية دخول المنتجات الزراعية الاردنية الى اراضيها مما اثر على الاقتصاد وضرب الزراعة لدينا وعانينا من اثاره الكثير .
وها هو الامر يعيد نفسه الان بعد القنبلة التي فجرتها خبيرة وموظفه سابقة لدى الجهة المعنية بسلامة الغذاء والدواء .
وبنفس الوقت وللحيادية ايضا علينا ان ننظر الى الامر بشقيه الحقيقي اذا ما استمر هذا الصمت والانتظار ، او النفي والتكذيب اذا ما سألنا انفسنا لماذ أطلقت هذه التصريحات في هذا الوقت وبعد ان غادرت عملها ؟ لماذ لم تنشرها وهي عاملة في المؤسسة المعنية لتكون المعلومة اقرب الى المصداقية والواقعية .
خاصة واننا تعودنا من بعض المسؤولين السابقين على الهجوم والنقد بعد مغادرتهم لموقع المسؤولية.