2024-11-26 - الثلاثاء
00:00:00

آراء و مقالات

هذا خبر جميل لكن حبذا لو...

{clean_title}
ابراهيم عبدالمجيد القيسي
صوت عمان :  


أمس ليلا؛ أسعدني خبر ارسله الزميل الصديق مهند الخطيب الناطق الاعلامي في وزارة التعليم العالي، وأعتقد بأن سعادتي مضاعفة، لأنني سبق وأن كتبت مقالات في هذه الزاوية، مطالبا بمثل هذا التوجه في جامعاتنا ووزاراتنا المعنية بالتعليم، لأن فيه إحقاق حق، ليس للمستفيدين منه فقط، بل أيضا للتعليم في الأردن، فهو يشكل قفزة كبيرة تجاه نموذج تعليمي مختص و(راكز).

في مقدمته؛ يقول الخبر السعيد: (أطلقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم وبدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية «الدبلوم المهني لإعداد وتأهيل المعلمين»، ويستقطب هذا الدبلوم الوطني طلبة وخريجي البكالوريوس من تخصصات العلوم والرياضيات واللغة العربية واللغة الانجليزية الساعين للعمل كمعلمين..الخ).. (والباقي تفاصيل)، وأنا عندي «لكننة» مقيمة تتعلق دوما بالتفاصيل:

شاهدت فيديو يتحدث فيه اقتصادي كبير (ربما امريكي ومالك شركة آبل العالمية)، يجيب على سؤال: لماذا استوطنت شركة آبل في الصين؟ فيقول ليس السبب قلة أجور العمالة في الصين، فهذا شيء لم يصادفنا هناك، لكن السبب يكمن في كثرة الكفاءات المختصة، ووجود البنى التحتية العملاقة، وقد نحتاج ان ندعو الكفاءات الأمريكية في اختصاص ما، وحين يلبون الدعوة جميعهم، فلن يملأوا هذه الغرفة، بينما لو أطلقنا الدعوة لنظرائهم في الصين، لاحتجنا الى ملاعب كرة قدم لتستوعب عدد الحضور من هذه الكفاءات، وهذا ما فعلته الصين قبل غيرها..

«لكن» الموجودة في العنوان، متعلقة بالمأسسة الحقيقية لدبلوم التأهيل التعليمي المذكور في الخبر، فهي اقتراح بل تساؤل: لماذا يكون دبلوما؟.. يعني: لماذا لا تكون في الجامعات كلية باسم (كلية المهن التعليمية)، يدخلها خريجو الثانوية العامة بناء على اختيارهم، وتكون برامجها التدريسية مختصة تماما في المهن التعليمية ومهاراتها العديدة، ويكونوا بعد تخرجهم بالبكالوريوس من هذه الكلية هم كفاءات التعليم، الذين تستند إليهم الدولة في مساعيها، لإيجاد نموذج تعليم اردني خاص بطلبة مدارسها على امتداد دراستهم وفي كل الصفوف؟!.

هذا توجه وقرار يحسم وإلى غير رجعة نوايانا تجاه تعليم تنويري ابداعي، ويوجهنا نحو نماذج كثيرة من التخصص في مختلف الميادين المهارية والمعرفية.. أقول هذا على اعتبار أن لا تفكير (تكتيكيا) في ذهن وجدول اعمال من اتخذوا القرار، فاستجلاب الدعم الدولي والمنح أمر مشروع ومطلوب «أول» في مثل ظروفنا، لكن المطلوب الفعلي هو إيجاد نموذج تعليم أردني خاص، لو حصلنا عليه، لحققنا أسبقية على غيرنا، ولتفوقنا على كل تحديات التعليم وبحركة واحدة.