20 شهرا على جائحة كورونا، وما زال العالم يعاني من آثارها وتداعياتها الصحية والاقتصادية على الرغم من الاجراءات والحزم والتدابير التي اتخذتها معظم دول العالم، الا ان البوصلة ما زالت تائهة ومجهولة المعالم.
ونحن في الاردن جزء من العالم تاثرنا بشكل مباشر وغير مباشر من الجائحة التي ضربت في كل الاتجاهات خاصة الاقتصادية مخلفة العديد من التداعيات على المجتمع باكمله الذي يرزح تحت مطرقة البطالة المرتفعة بين شبابه وأبنائه وسنديانة الحالة النفسية الصعبة انعكست على سلوكه المجتمعي.
والاردن كغيره اتخذ العديد من الحزم الاقتصادية والمالية قدمها الى بعض القطاعات حفاظا على بقائها واستمرارها ومنعها من الانهيار وتسريح العاملين فيها.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه الان هل كانت الحزم التي قدمتها الحكومة كافية وهل حققت أهدافها؟ في ظل معاناة وشكوى كلية من حالة الركود في جميع القطاعات وما يرافقه من ارتفاع بالاسعار بشكل كبير دون مبرر او وجود اسباب منطقية.
فالعديد من القطاعات التي صمدت لغاية الآن تعاني وتعيش على أجهزة التنفس الصناعي في ظل اوضاع مالية صعبة وتأخر في دفع رواتب موظفيها والعاملين لديها. ومجتمع زاد فقره وعجزه عن تحقيق ادنى متطلبات العيش.
ومع انتظارنا للمصفوفة الاقتصادية التي أعلنت عنها الحكومة بهدف تحفيز الاقتصاد وتحسين وتيرته حسب التصريحات الصادرة عنها.
مما يدعونا الى سؤال هل ستكون هذه الحزم موجهة لقطاعات محددة ام الى الاقتصاد الكلي بشكل عام؟ وهل استفادت الحكومة من مخرجات الحزم التي قدمتها سابقا ونحن نعاني من اوضاع مالية صعبة وارتفاع المديونية والعجز بالموازنة العامة؟.
لان الامر يتطلب إجراءات تطبيقية على الارض يلمسها المواطن بضخ سيولة نقدية بالاسواق وتخفيض نسبة الفائدة على القروض البنكية وتخفيض الضرائب لمختلف الجهات او تجميدها ولو لفترة محددة وتقديم مبادرات اقتصادية للشباب والمجتمع بشكل عام لتنعكس على الجميع، وتمنح وقتا لالتقاط الانفاس، تمكننا من تجاوز الازمة والخروج منها باقل الخسائر، لنعبر عامنا القادم بثقة وامل ان شاء الله. يكون العالم فيه قد تخلص من الجائحة او على الاقل تأقلم معها وتعامل معها بشكل واقعي معتبرا الفيروس كغيره من الفيروسات التي تعيش معنا وفي محتمعاتنا.
فالامر يحتاج إلى إجراءات ومعالجات سريعة تلامس الواقع بشكل مباشر دون انتظار او النظر للكلف، لانها مهما كانت قيمتها لن تعادل الكلف المجتمعية، ومعاناة الناس التي تزداد كل يوم ونخشى انعكاسها على سلوكياتهم وأن تسبب كلفا يصعب تحملها والتعامل معها.