2024-11-26 - الثلاثاء
00:00:00

آراء و مقالات

«بلاد الشام وشرق المتوسط».. وفرص «التكامل الإقليمي الأوسع»

{clean_title}
عوني الداوود
صوت عمان :  


القمة الثلاثية التي استضافتها العاصمة اليونانية اثينا يوم امس وجمعت جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، رفعت بل وسرّعت حجم التفاؤل نحو محور لدول (بلاد الشام وشرق المتوسط) يضم كلا من (الاردن - مصر - العراق - اليونان - وقبرص)، فمحور»بلاد الشام» الذي عقد قمته الرابعة مؤخرا (27 حزيران 2021) في العاصمة بغداد (وعقد قمته الاولى آذار 2019)، في حين عقدت القمة الاولى بين الاردن وقبرص واليونان في (16 كانون الثاني 2018) في نيقوسيا القبرصية، واستضافت عمّان القمة الثانية في 14 نيسان 2019 لتكون الثالثة، يوم امس في اثينا 28 تموز2021 (أخرّت جائحة كورونا عقدها في 2020).

الدول الثلاث تجمعها - ومنذ القمة الاولى - مواقف ومصالح مشتركة سياسيا واقتصاديا وثقافيا وامنيا.. الخ، فالاردن يدرك تماما ان كلا من اليونان وقبرص تشكلان له بوابة الاتحاد الاوروبي، كما تدرك اليونان وقبرص ان الاردن يشكل لهما بوابة الشرق الاوسط وتحديدا بوابة السوقين الكبيرين «العراق وسوريا» وتتطلعان الى مرحلة اعادة الاعمار في كلي البلدين من خلال الاردن.

* سياسيا: هناك توافق كبير في ملف القضية الفلسطينية وتحديدا في اعقاب قرار الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب الذي قرر نقل السفارة الامريكية الى القدس في كانون الاول 2017، لتأتي القمة الثلاثية الاولى في كانون الثاني 2018 لتؤكد على اهمية القدس للديانات الثلاث وعلى الوصاية الهاشمية وعلى حل الدولتين والسلام العادل والشامل في المنطقة.

الدول الثلاث متوافقة في مختلف قضايا المنطقة سياسيا في الملف السوري والليبي وقضايا اللاجئين والهجرة، وبدا ذلك واضحا في البيانات الختامية للقمم الثلاث.

وبالتأكيد هناك توافق على «القضية القبرصية» وفقا لقرارات الامم المتحدة والشرعية الدولية.

* أمنيا: هناك ايمان مشترك بضرورة التعاون لمواجهة أخطار العنف والتطرف والارهاب الداعشي وتقدير لجهود الاردن في مبادرة «اجتماعات العقبة».

اقتصاديا: وهو الاهم في هذه المرحلة التي تأتي في اعقاب جائحة اثرت سلبا على اقتصادات دول العالم - محاور التعاون عديدة ومختلفة وهي بحاجة الى تفعيل سريع، خصوصا وأن حجم التبادل التجاري بين الاردن وقبرص وبين الاردن واليونان متواضع جدا ولا يرقى أبدا الى حجم التطلعات أو قوة العلاقات بين الدول الثلاث، حيث تقدر حجم الصادرات الاردنية الى قبرص بنحو مليون دولار، والمستوردات 50 مليون دولار (وفقا لاحصاءات 2018) في حين صادرات المملكة لليونان 9 ملايين دولار والمستوردات 54 مليون دينار (للعام نفسه).

القمة الثانية التي استضافتها العاصمة عمّان 2019 شهدت توقيع مذكرتي تفاهم في قطاعي التعليم والاستثمار بين الدول الثلاث، وذلك على هامش «منتدى الاعمال الاردني القبرصي اليوناني»، وهما مذكرتان مهمتان يمكن البناء عليهما.

فرص التعاون بين الدول الثلاث - وكما ذكر جلالة الملك عبدالله الثاني يوم امس بمجالات عدة في مقدمتها: التجارة والأمن الغذائي والسياحة والطاقة والزراعة والمياه والبئية والرعاية الصحية والاستثمار والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فضلا عن الثقافة والتعليم.

التعاون الاقتصادي بين الاردن واليونان وقبرص، واذا ما أضيف التعاون بينها وكل من مصر والعراق، فسوف يشكل أساسا متينا لتكامل اقليمي أوسع - كما أشار الى ذلك جلالة الملك عبدالله الثاني يوم امس، وذلك لما تمتلكه كل دولة من قدرات وامكانيات ومميزات وفرص استثمارية اذا ما تمّ استثمارها ستعود بالنفع العميم على اقتصادات تلك الدول وشعوبها.

«بوابات الفرص» في الاقليم والمنطقة، وبفضل جهود جلالة الملك عبدالله الثاني والتعاون مع اشقائه واصدقائه قادة هذه الدول تحديدا والعالم عموما، ومع فتح فرص وآفاق لاستثمارات اقليمية نتطلع لزيادتها بعد الزيارة التاريخية الاخيرة لجلالة الملك للولايات المتحدة.. هذه «البوابات» باتت مشرعة، وهي فقط تحتاج الي ماكينات متابعة من كل دولة وتنسيق مشترك بينها وتذليل جميع المعوقات والصعوبات امام القطاع الخاص في هذه الدول من اجل آفاق جديدة قادرة على تحويل الاقليم الى ورشة «اعمار واستثمار» في كثير من القطاعات.. فهل أطلقت «قمة اثينا» امس اشارة البداية لتكامل اقتصادي بين دول «الشام وشرق المتوسط»؟.