قامت امانة عمان الكبرى امس بتسيير حافلات على احد مسارات الباص السريع. في هذه المناسبة التي طال انتظارها منذ اكثر من 10 سنوات ساطرح جملة من الاسئلة حول انطلاق الباص السريع.
والاسئلة المطروحة للمراجعة والنقاش من خبراء ومختصين بالنقل العام، ونعرضها امام المسؤولين المعنيين في امانة عمان للرد عليها وتفنيدها وتشريحها..
والسؤال الاول..
كيف تقوم امانة عمان باعلان التشغيل التجريبي لمنظومة نقل عام بالمعنى العلمي والفني والهندسي، وحيث ان تجريب الانظمة بتشغيل الباص بشكل كامل. وللعلم بان هذه الانظمة غير متوفرة نهائيا لغاية الان في عمان، ولم تقم الامانة بتزويد الباص السريع بها.
وللتوضيح اكثر.. فان هذه الانظمة تشتمل على ما يلي:
1- ادارة شبكة الاشارات الضوئية على مسار الباص السريع من خلال غرفة تحكم خاصة، ويفترض ان تكون هذه الغرفة موجودة في مجمع صويلح الذي تم افتتاحه منذ سنتين وما زال مهجورا.
2- نظام ادارة الحالات الطارئة والحوادث.
3- نظام شراء التذاكر وانظمة الدخول والخروج من والى المحطات.
4- انظمة المراقبة بالكاميرات والتحكم عن بعد والتتبع ومراقبة السائقين.
5- انظمة ادارة طلب الركاب للباصات والمحطات.
6- انظمة تدفق المعلومات ومواعيد الوصول واعداد الركاب في المحطات والباصات.
ويضاف الى ذلك ان هذه المنظومة تحتاج الى «بنية تحتية» من خطوط الاتصالات فائقة السرعة واضافة الى برمجيات خاصة لمعالجة البيانات المتدفقة، ومهندسين يعملون في غرف التحكم لادارة حافلات الباص السريع وتشغيلها، وهذا لحد علمي لا يوجد نهائيا في امانة عمان، و او ضمن ما يسمى ادارة مشروع الباص السريع.. واذا كان لدى الامانة معلومة مناقضة فسنستقبلها بالرحب والسعة.
واكثر ما يثير الاستغراب، والتعبير هنا لخبراء في النقل العام.. ويقولون ان التشغيل التجريبي يرتبط عضويا بشبكة النقل المحيطة بمسار الباص السريع، فمثلا لا حصرا، محطة الركاب الموجودة على نفق الصحافة، كيف ستشغل اذا لم يتم اعادة انشاء كافة الارصفة الموجودة في الاحياء المجاورة لهذه المحطة، وتزويد الاحياء الاكثر بعدا بخطوط نقل تقوم بدور تغذية المحطة بالركاب.
وفي طبيعة الحال فان منفذي الباص السريع لم يراعوا انتباها لهذه الملاحظة اللوجستية والهندسية الهامة. وحتى الان، بحسب اخر تصريحات الامانة، وما كشفت عن مراحل تنفيذية جديدة من مشروع الباص السريع فانها لم تطرح عطاء الخطوط المغذية للباص، والعطاء وخطة التغذية في قيد المجاهيل والنسيان.
خبير نقل عام سألته ما رأيك في الاعلان امس عن تشغيل حافلات على مسار الباص السريع؟ فجوابه كان محددا بالكلمات ومختصرا، ووافيا وشافيا، واصفا اياه بانه تشغيل غير علمي وهندسي، وان هذا التشغيل بحاجة الى تجهيز بانظمة تكنولوجية ذكرتها في هذا السياق بالسؤال الاول.. ومؤكدا ان ذلك يحتاج الى وقت طويل وتمويل كبير.
وقال: تستطيع اي مركبة استخدام مسار الباص السريع ذهابا وايابا، ولكن هل تسطيع تجريب انظمة تكنولوجيا النقل العام، وهي بالاصل غير متوفرة وموجودة.. وانا اسمي هذا السؤال بالقنطرة، والسؤال الأهم في ملف الباص السريع.. وهذا السؤال لا نملك جميعنا الاجابة عنه، ونتركه الى جانب اسئلة اخرى لتجيب عنه امانة عمان.
تحذيرات من الفشل .
وما يخشى عقباه من فشل، وذلك في حال تشغيل الباص السريع دون الاخذ بعين الاعتبار بادارة الطلب على محطات الباص والتنسيق الفني والاداري التشغيلي لخطوط النقل المختلفة، واعادة ترتيبها وتزويد محطات الباص السريع بخطوط التغذية.
واذا ما سألنا او تحرينا او دققنا في خطة الامانة التشغيلية للباص السريع، فان جميع هذه المتطلبات اللوجستية والفنية والهندسية التشغيلية غير متوفرة، ولم تقم امانة عمان بطرح عطاءتها ولا ادارجها ضمن خطط تنفيذ المشروع.
والسؤال الاخير..
اين وصل عطاء تشغيل الباص السريع؟.
وهل ستقوم امانة عمان بتلزيم شركة معينة بتشغيل الباص السريع؟.