2024-11-26 - الثلاثاء
00:00:00

آراء و مقالات

« التعافي الاقتصادي «يبدأ من «القطاع السياحي»

{clean_title}
عوني الداوود
صوت عمان :  

الاقتصاد الاردني عوّل كثيرا بداية العام 2020 على القطاع السياحي لتحقيق ارتفاع في نسب النمو وتنشيط الاقتصاد ، استنادا لما حققه القطاع السياحي من قفزات ومعدلات نمو في أعداد الزائرين زادت على ( 12%) في الشهر الاول من 2020 مقارنة مع نفس الفترة من 2019 ، وايرادات زادت على ( 4 مليارات ) دينار ، وأكثر من ( 5) ملايين سائح في 2019 .

كل هذه الارقام والنسب أطاحت بها جائحة كورونا منذ آذار 2020 حتى تراجعت ايرادات السياحة نهاية 2020 الى نحو مليار دينار فقط ، ليتحوّل هذا القطاع الاكثر نشاطا وحركة في 2019 الى القطاع الاكثر تضررا في 2020 - ليس فقط على مستوى الاردن بل وعلى المستوى الاقليمي والعالمي - بسبب جائحة كورونا وتبعاتها على كافة القطاعات الاقتصادية وتحديدا القطاع السياحي .

اليوم يعود الامل من جديد ، ومع بدايات التفاؤل بالتعافي الاقتصادي ، ومع التوجه نحو فتح القطاعات و» صيف آمن « في المثلث الذهبي ( العقبة - البترا - وادي رم ) والاردن عموما ، من خلال تشجيع السياحة الداخلية واعادة برنامج « أردننا جنة « ، ساعد على كل ذلك زيادة أعداد متلقي اللقاحات وانخفاض نسب الاصابات الايجابية بفايروس كورونا ، وعودة التفاؤل مع عودة حركة « الجروبات السياحية « الى العقبة .. وبغض النظر عن الاعداد الا انها تبشر بعودة الامل والحياة الى هذا القطاع الاقتصادي الحيوي الهام .

جلالة الملك ، يولي القطاع السياحي جلّ اهتمامه ، وسبق لوسائل اعلام أجنبية أن وصفت جلالة الملك بأنه المروّج الاول للاردن والسياحة الأردنية وفي مختلف المحافل الدولية ، ايمانا من جلالته بأن الاردن بكامله « متحف طبيعي مفتوح « زاخر بكل عناصر المنتج السياحي المرغوب من مختلف عشاق سياحة الطبيعة والآثار والتاريخ والمزارات الدينية والسياحة العلاجية ، حتى سياحة المغامرات والاستكشاف ، وكذلك السياحة السينمائية .

من هنا ، فليس غريبا أن يوجّه جلالة الملك خلال لقائه يوم امس ممثلين عن القطاع السياحي ، وبحضور سمو الامير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد ، أن يوجه الحكومة الى:

- ضرورة أن توضّح آليات تطوير القطاعات الاقتصادية بالتعاون مع القطاع الخاص .
- وضع خطط بمدد زمنية لتحقيق النمو الاقتصادي والتشغيل وتحسين الخدمات .
- تطوير المنتج السياحي في المملكة وترويجه محليا وعربيا ودوليا .
- البناء على جهود تشجيع السياحة الى المثلث الذهبي ، وبرنامج « أردننا جنة « ، واعادة اطلاق الحملات الترويجية للسياحة الخارجية .
- ضرورة استقطاب شركات طيران جديدة منخفضة التكاليف لتعزيز اعداد السياح .

في السياحة لدينا تجارب وجهود ناجحة على صعيد وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة ( وقد بذلت جهدا بالترويج الرقمي للسياحة الاردنية طوال فترة « الحظر الكوروني « ) ، وكذلك على صعيد القطاع الخاص الذي تحمل كثيرا من الخسائر جراء تداعيات الجائحة ، ولا زال صامدا بانتظار « العودة الآمنة « ،وهو قادر بخبراته وقدراته البشرية ، على التعويض التدريجي لاعادة احياء هذا القطاع الحيوي الذي يمثل « نفط الاردن «.

بقي أن نشير الى ضرورة وأهمية التواصل مع كافة « المنصّات « الدولية ومنظمات السياحة والطيران العالمية لادراج الاردن - استنادا لأرقام الاصابات من كورونا الاخيرة - على أن الاردن بلد آمن وجدير بتوجيه الرحلات السياحية اليه ، وضرورة الفتح التدريجي لعودة السياحة العربية الخليجية تحديدا .