زيد خريج امس تخصص محاسبة بمعدل أمتياز في جعبتي ما لا يقل عن عشرون دورة تدريبية صباح جميل متعب من احتفالات امس لكن لا يهم انا الان خريج " قد الدنيا" كما قالت جدتي كل الشركات تفتح ابوابها لاستقبالي.
فطور رائع أكثر من لذيذ مع انه لا يقل ولا يزيد عن فطور اي يوم ولكني اليوم خريج وكل شيء له لذة خاصة.
سألبس هذا البنطال على هذا القميص او لا لاا سألبس اليوم بذلة وكأنني عريس فأنا اليوم خريج.
وصلت مقابلة العمل في اول شركة لاول مرة في حياتي اقدم على وظيفة اكيد سأكون موظف وستكون بلدي فخورة بي وسيصبح لي كيان.
سكرتيرة الظاهر انها غاضبة من شيء ما تنظر لي بأزدراء لا يهم انا اليوم خريج ومن الممكن ان نصبح زملاء بدئت في جمع السير الذاتية من الموجودين الذين كانوا شابين وفتاة وصلت عندي سألتني كم من الخبرة تملك؟ تلعثمت في الاجابة وقلت :- انا خريج امس ضحكت بصوت مرتفع اكاد اشك انني سردت لها دعابة، نظرت لي وقالت :- " مطلوب موظف بخبرة لا تقل عن سنتين"
خرجت الى الشركة الثانية لا يهم انا في اول الطريق دخلت الشركة وجلست في غرفة الانتظار واذ بفتاة جميلة رأيتها من زجاج الباب تنزل من سيارة فارهة وكان بأستقبالها موظفان غمزت لموظف الاستقبال وقالت " انا من طرف الاستاذ" ودخلت انتظرت ساعتان ولم يأبه لوجودي احد حتى سألت الموظف " أغلبك انا خريج وقرئت اعلان وظيفة فهل؟ قاطعني مبتسما" راح الشاغر "
لا يهم فأنا معي شهادة والظاهر ان الفتاة بنت واسطة فلن تفيد الشركة ولا الوطن ولا حتى نفسها سأذهب لشركة تقدر الخريجين.
قدمت على أكثر من شركة مر على تخرجي عام ولم تتصل بي أي شركة الى متى هذا الحال العمر يمضي بي سأفكر في عمل اجني منه المال سأقترض بعض المال وافتح بسطة خضار لعلني اشعر انني مسؤول عن وظيفة.
باعت امي اسوارتها الذهب لكي استطيع ان اشتري بعض الخضار وابيعها لا يهم سأشتري لها غيرها وأكثر.
اليوم هو اول يوم لي على هذه البسطة كل شيء يمشي بسلاسة انادي بصوت عالي يجتمع الزبائن حولي يشترون واخذ النقود فجأة اسطفت سيارة بجانب البسطة
انت مخالف يجب ازالة هذه البسطة، وقفت اراقب تفاصيل ازالة مصدر رزقي وشريط حياتي يمر امامي من تخرجي في الصف الاول الى اسوارة امي.
انا الان في الفراش اتأمل سقف الغرفة آآه يا بلدي والف آآه تسمى مجتمع فتي لانك تملك الشباب والمسؤول فيك عن الشباب يدمر الشباب الحكومة اشبه بالوالدين والشباب اشبه بالاطفال تخيل أن يأتي طفل باكيا لوالديه يشكو لهم مشكلة التنمر في مدرسته ويكون ردهم " دبر حالك" فكيف هو شعور الشاب الذي يقف على ابواب الشركات وترد الحكومة " دبر حالك"
هذا موقف يستحق أن نقف عنده مطولًا ونغضب له كثيًرا، ونسأل من المسؤول عن تحطيم جيل كامل من الأردنيين والأردنيات وحرمانهم من العدالة الاجتماعية، من الذي وزع وظائف الدولة كالكعكة، من المسؤول عن الرقم الفلكي لنسب البطالة في الأردن اليوم، لا سامحكم الله ولا سامح من يصمت عليكم.
اغمض زيد عيناه ونام ولم يستيقظ في اليوم التالي... ارقد عزيزي ارقد بسلام