أكد الخبير الاقتصادي مازن ارشيد ان الحروب لها آثار عديدة على الإقتصاد العالمي والأسواق المالية.
وقال ارشيد في تصريح خاص لـ"صوت عمان"، أن النزاع العسكري يؤدي لخلق حالة من عدم اليقين السياسي والاقتصادي، ما يؤثر سلباً على الاستثمار والتجارة العالمية، وهذا قد يؤدي لتقلبات كبيرة في الاسواق، حيث يبحث المستثمرون عن ملاذات آمنة لأموالهم، مثل الذهب أو العملات القوية مثل الدولار الأمريكي.
وأشار ارشيد ان البورصات العالمية والعربية تتأثر بشكل مباشر من هذه الأحداث، حيث تتسم بحالة من عدم الاستقرار والتقلبات الشديدة، مدفوعة بالأخبار والتطورات المتعلقة بالحرب.
وأضاف ارشيد ان الصراعات العسكرية غالباً ما تؤدي إلى تعطيل سلاسل التوريد العالمية، وخاصة إذا كانت تشمل دولاً ذات أهمية اقتصادية كبرى مثل روسيا، وهي مصدر رئيسي للطاقة والموارد الطبيعية، وهذا التعطيل يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات، وبالتالي إلى التضخم، مما يؤثر سلباً على النمو الاقتصادي العالمي.
وبين ارشيد أن تأثير هذه الحروب يعتمد على الاقتصاد العالمي والأسواق المالية إلى حد كبير، ففي حالة التوصل إلى حلول دبلوماسية وتهدئة الصراعات، من الممكن أن نرى استقراراً تدريجياً في الأسواق وتحسناً في الثقة الاقتصادية، ومع ذلك يبقى الطريق إلى الاستقرار الكامل مليئاً بالتحديات، خاصة في ظل الاضطرابات الجيوسياسية والتغيرات الاقتصادية العالمية.
ولفت في حديثه أن الحل الجذري لتأثيرات الحروب على الاقتصاد يتطلب جهوداً دولية متضافرة للتوصل إلى حلول سياسية ودبلوماسية مستدامة، وذلك يكون بتعزيزالتعاون بين الدول ودعم النظام المتعدد الأطراف لحل النزاعات بطريقة سلمية، وأن تشمل هذه الجهود تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين، وتقديم الدعم للبلدان المتأثرة من أجل إعادة بناء اقتصاداتها وبنيتها التحتية، ومن الضروري أيضاً تطوير سياسات اقتصادية ومالية عالمية تعزز التعاون وتقلل من المخاطر الناجمة عن النزاعات.
وفيما يخص الأسواق المالية، يمكن أن تعود الأسواق إلى الاستقرار والنمو في الأمد الطويل، خصوصاً إذا تم التوصل إلى حلول دائمة للصراعات الجارية، وذلك بأن تقوم الحكومات والمؤسسات المالية باتخاذ خطوات استباقية لتخفيف المخاطر ودعم النمو الاقتصادي، بما في ذلك تعزيز سياسات الاستثمار وتطوير بنية تحتية مالية قوية.
وأكد أرشيد ان يظل السلام والاستقرار العالميين هما عنصرين حاسمين للنمو الاقتصادي المستدام، مشيرا أن الحروب لا تؤدي فقط إلى خسائر في الأرواح والبنية التحتية، بل تؤثر أيضاً سلباً على الثقة الاقتصادية والتنمية على المدى الطويل، لذلك فالجهود الدولية الموجهة نحو تحقيق السلام والتنمية المستدامة هي السبيل الأمثل لضمان مستقبل اقتصادي مستقر ومزدهر للجميع.