من باب طرح المواضيع والتي تهم العديد من القراء، خلال شهر رمضان، سنعمل في موقع صوت عمان الإخباري، على طرح كافة المواضيع الهامة، والتي تتحدث عن كل ما نحتاجه من معرفة في كافة المواضيع سواء كانت الدينية، والصحية والاجتماعية والعادات التي تتبع خلال الشهر الفضيل.
واليوم سنتحدث عن موضوع، حكم الإفطار في رمضان للمسافر قبل السفر، حيث هنالك الكثير من الأحاديث والمعلومات التي تتعلق بها، وما هي أحكامها وكيف يتم ذلك ومتى يجوز للصائم الافطار، حيث يقع بعض المسلمين في حيرة من أمرهم بشأن صحة الإفطار في رمضان قبل السفر، ومدى مشروعية ذلك وفقا للقرآن الكريم والسنة النبوية.
صوم شهر رمضان، هو ركن من أركان الإسلام الخمسة التي فرضها الله تعالى على كاّفة المسلمين، "فمن أدرك الشهر وكان سليماً غير مريض، أو مُقيماً غير مسافرٍ، أصبح الصوم عليه واجباً شرعيّاً"
وهنالك حالات يستنثى منها الصيام، فمنهم الهرم الكبير الطاعن في السن، ومن به مرض مُزمن وشديد لا يشفى منه، فهؤلاء لا يستطيعا صيام رمضان لا قضاءً ولا أداءً.
ما هو الصيام؟
الصيام هو "الامتناع والإمساك بنيَّةٍ عن مُفسدات الصوم وعن جميع المُفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشّمس"، أي بمعنى الإمساك عن تناول الطعام والشراب في فترة مُعيّنة.
حكم إفطار المسافر في شهر رمضان
كشف أهل العلم من المسببات التي تتيح للمسافر أن يفطر في رمضان، وذلك تخفيفاً ورحمة من الله ولو لم تصبه مشقة، على أن يقضي ما أفطـره بعد رمضان. فقد قال الله سبحانه وتعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَيُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}.
الفقهاء اختلفوا بشأن الأفضل للمسافر: هل هو الفطر أو الصوم؟، إذ رأت جماعة الحنابلة، أن الفطر أفضل في حق المسافر.
بينما ذهب جمهور أهل العلم من الحنفية والمالكية والشافعية إلى أن الصوم أفضل ما دام لا يشق عليه، فإن شقّ عليه أو تضرر به فالفطر أفضل في حقه، مستدلين قول الله تبارك وتعالى: "وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ".
وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "ليس من البر الصوم في السفر" (البخاري 1844 مسلم 1115)، لهذا فالراجح هو قول جمهور أهل العلم بأن الصيام أفضل إلا عند المشقة.
شروط يجب أن تتوفر في السفر من أجل أن يباح الإفطار خلال نهار رمضان،وهي:
- أن يكون السفر طويلاً بحيث تقصر فيه الصلاة.
- ألا يعزم الشخص المسافر أن يقيم في مكان خلال سفره.
- ألا يكون في هذا السفر معصية، حيثُ إنّ الإفطار في السفر رخصة وخفيف على المسافر ولا يستحقها من يعصي في السفر، كما أن يكون الشخص قد سافر للسرقة أو قطع الطريق.
ما حكم الإفطار في رمضان للمسافر قبل السفر؟
أجاب أهل العلم بأن من أراد السفر في نهار رمضان، فليس له أن يفطر إلا أن يخرج من مدينته قبل طلوع الفجر وهو ينوي الإفطار، فإن لم ينو الفطر وأصبح صائماً فليس له أن يفطر ذلك اليوم، وعليه أن يتم صومه في ذلك اليوم، إلا إذا أصابته مشقة في السفر فإنه يفطر ويقضي بعد رمضان، ويفطر ما بعده من أيام سفره إذا شاء وإذا أصبح مسافراً وطلع عليه الفجر خارج البلد جاز له الفطر إن نواه قبل الفجر.
بينما قال الحنابلة: "له أن يفطر وإن بدأ صيامه في الحضر لكن الأفضل أن يستمر في الصيام".
وهذا هو الراجح من أقوال أهل العلم لأن من شرع في السفر داخل في قول الله تعالى: "فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر"، ولا دليل يستثني من بدأ صيامه في الحضر.
وردا على سؤال: "متى يجوز الإفطار في السفر؟"، ذهبَ جمهور العلماء إلى أنّ المسافة التي تبيح الإفطار للصائم المسافر هي 48 ميلاً (80 كيلومترا)، وهي ذات المسافة التي تبيح القصر في الصلاة.
النبي عليه الصلاة والسلام في أسفاره كان يصوم ويفطر ، وهكذا أصحابه يصومون ويفطرون، فمن أفطر فلا بأس ومن صام فلا بأس، لذا للمسافر أن يفطر في رمضان وإن صام فلا بأس.