أكد وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشة، أهمية دور قطاع التعدين في النمو الاقتصادي للمملكة، منوها إلى أن الحكومة تسعى بشكل كبير إلى استغلال كافة المعادن التي تزخر بها أرض المملكة، وأن لا يكون اعتمادنا بشكل أساسي على الفوسفات والبوتاس.
وقال الخرابشة خلال جلسة حوارية، بعنوان "الصناعات عالية القيمة – التعدين" ضمن ملتقى (عام على التحديث)، إن المرحلة المقبلة، ستشهد تطورا كبيرا في استغلال الثروات المعدنية، سيما وأن الأردن يقع ضمن الدرع العربي النوبي الذي يعتبر من أغنى مناطق العالم بالثروة المعدنية.
وأشار الى العديد من الاتفاقيات التي تم توقيعها مع شركات أجنبية لغايات دراسة الجدوى الاقتصادية للكثير من المعادن في جنوب المملكة وشرقها، مبينا أن رؤية التحديث الاقتصادي ركزت بشكل أساسي على استغلال العناصر الأرضية النادرة والمعادن الاستراتيجية.
وأضاف، إن الحكومة أولت قطاع الثروات المعدنية اهتماما كبيرا ووضعته على سلم الأولويات تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية بهذا الخصوص، منوها إلى أن الحكومة لن تألو جهدا في دعم وتعزيز الصناعة الوطنية، وبما يعظم القيمة المضافة للاقتصاد الوطني والاستفادة من الثروات المعدنية.
وأكد أن الحكومة تعمل باستمرار على تدفق الغاز الطبيعي إلى المملكة لضمان استمرار عمل القطاع الصناعي, مشددا على أن الحكومة جاهزة لتقديم كل الامكانيات لاقامة مصنع الأمونيا على أرض المملكة.
وبين الخرابشة، أن وزارة الطاقة بدأت بإعداد الاستراتيجية الوطنية للتعدين، ودراسات المسح الجيولوجي وتحديد التراكيب الجيولوجية المختلفة وحفر 21 بئرا بهدف جمع العينات وتحليلها.
وتطرق إلى توقيع 13 مذكرة تفاهم للتنقيب عـن خامات النحاس والذهب والليثيوم والفوسفات والبوتاس الصخري والعناصر الأرضية النادرة منذ بداية العام الماضي.
بدوره، أكد الرئيس التنفيذي لشركة البوتاس العربية الدكتور معن النسور، أن النمو الاقتصادي يعد أهم مؤشرات ومحركات الاقتصاد الكلي للبلاد، وأن النمو محور عمليات شركة البوتاس.
وقال: "من أجل تحقيق خطط النمو المستقبلية للشركة، يتوجب توفير العديد من الممكنات بشكل مستدام وآمن وبكلف تنافسية لضمان نجاح واستدامة الخطط المستقبلية:.
وحدد النسور الممكنات بأمن التزود بالطاقة والمياه وبأسعار تنافسية، والقوانين الناظمة والتنظيم المؤسسي والحاكمية والبنية التحتية والخدمات اللوجستية وقاعدة بيانات موحدة والبحث العلمي والتطوير والابتكار وتدريب وتطوير رأس المال البشري، إضافة إلى شبكات التوزيع العالمية لضمان الوصول إلى كافة مستويات سلاسل التزويد بما فيها المستهلكين.
وتطرق النسور إلى خطط النمو المستقبلية لشركة البوتاس، ومنها بدء الدخول إلى سوق الليثيوم العالمي، مشيرا إلى أن العلماء تمكنوا من زيادة تركيز الليثيوم في المحلول الملحي في المختبر بكلف مقبولة، ما قد ينعكس على جدوى المشاريع المتعلقة باستخراج الليثيوم من مياه البحر الميت، كما وقعت الشركة مذكرة تفاهم مع وزارة الطاقة لاستكساف الليثيوم في البحر الميت.
وقال، إن شركتي البوتاس والفوسفات، تدرسان خيارات البناء على الميزات التنافسية من خلال دراسة انشاء مصنع أمونيا خضراء في المملكة، ومصنع امونيا تقليدي بالاعتماد على الغاز الطبيعي خارج المملكة.
وأشار إلى أن تأمين تصنيع الأمونيا، يشكل أهمية اقتصادية لضمان توفر المدخلات اللازمة للشركات الرئيسية المستهلكة، لافتا إلى أن هذه المادة قد تؤسس لصناعات نيتروجينية متخصصة تتكامل مع صناعة البوتاس والفوسفات.
وبين النسور أن معدل الطلب العالمي على الامونيا يصل إلى 183 مليون طن سنويا، يتم استهلاك 85 بالمئة منها في صناعة الأسمدة، و 15 بالمئة في صناعة الكيماويات المختلفة، وحوالي 450 ألف طن سنويا من الأمونيا يتم استيرادها من الخارج.
وتعمل الشركة بحسب النسور، على انتاج فوسفات البوتاسيوم (أحد أهم الأسمدة الدولية) من خلال الشراكة مع أهم الشركات الأوروبية المالكة لتكنولوجيا التصنيع وشبكات التوزيع والرائدة في الأبحاث الزراعية التطبيقية.
وتطرق نائب الرئيس التنفيذي لمجلس ادارة شركة العناصر الجديدة البيئية سامر المعشر، الى المعادن الحرجة من حيث نوعها واستخداماتها، مؤكدا أن تصنيفاتها تختلف من دولة إلى أخرى.
وأكد أن الأردن غني بالثروات المعدنية الاستراتيجية بما في ذلك العديد من العناصر الحرجة التي تأتي من صناعات الفوسفات والبوتاس الرائدة في الأردن، والمعادن الأخرى الموجودة في طبقات مختلفة من الأرض.
وقال المعشر، إن المعادن الحرجة تعتبر بمثابة العمود الفقري للتحول الرقمي وتكنولوجيا الطاقة الخضراء.
وأضاف، إن الأسعار العالمية لخام المونازيت والغني بالعناصر الأرضية النادرة، تختلف من مرحلة التعدين إلى مرحلة التصنيع. منوها إلى أن هناك عجزا بانتاج المعادن الحرجة.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة مناجم الفوسفات الأردنية عبدالوهاب الرواد، إن الشركة تميزت خلال السنوات الأخيرة بإنجازاتها ونموها، وأصبحت بمكانة مرموقة عالميا.
وأضاف، إن الشركة أظهرت ارتفاعا كبيرا بكميات الإنتاج والمبيعات للفوسفات الخام، والسماد، وحامض الفوسفوريك، خلال العام الماضي، حيث تمكنت من تحقيق أعلى كميات انتاج للفوسفات منذ تأسيسها، وصلت إلى نحو 11.3 مليون طن، إضافة إلى انتاج مليون طن مخصصة للاستخدامات الزراعية، وتم ذلك بكوادر الشركة من خلال سياسة البحث والتطوير التي تنتهجها.
وأشار الرواد ألى أن الشركة تميزت كذلك بإنتاج حامض الفوسفوريك حيث يتم انتاج 1310 أطنان يوميا، والذي يعد مادة وسيطة لصناعات الأسمدة والعلف الحيواني والمنظفات الكيميائية وبعض الصناعات الغذائية.
وقال، إن القيمة المضافة التي حققتها الشركة عالية جدا، وكذلك الأرباح، مشيرا إلى أن الشركة تعمل على رفع الطاقة الانتاجية للشركة الأردنية الهندية للأسمدة من 224 ألف طن إلى 230 ألف طن.
ونوه الرواد إلى وجود اتفاقيات لرفع الطاقة الإنتاجية لمصنع حامض الفوسفوريك بالمجمع الصناعي، والذي يمكن الشركة من ايجاد الكثير من فرص العمل التي تتماشى مع رؤية التحديث الاقتصادي.
كما تطرق إلى إنشاء مصنع في منطقة الأبيض لإنتاج مادة الفسفور الأصفر المستخلص من الفوسفات المتحجر, منوها إلى أن انشاء المصنع سيضع الأردن في مرتبة متقدمة عالميا بإنتاج الفسفور الأصفر الذي يعد من المواد النادرة، وذو قيمة عالية عالميا.
كما تطرق إلى التحديات التي تواجه عمل الشركة، ومنها تحدي ارتفاع كلف الطاقة على المستثمرين الذي يعد أحد الأسباب غير المشجعة للاستثمار في معدن الفسفور الأصفر.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة أوريكس مانجمنت أيمن العياش، إن استغلال الثروات المعدنية الموجودة في الأردني مهم لتعزيز الاقتصاد الوطني من حيث نقل التكنولوجيا والتوظيف.
وأوضح أن الأردن غني بالثروات المعدنية بسبب موقعه الجغرافي، داعيا إلى استغلال كافة الثروات المعدنية مثل الذهب والنحاس والليثيوم واليورانيوم وغيرها من المعادن وعدم الاقتصار على الفوسفات والبوتاس فقط.
بترا