سيف القومان
لا يزال فيلم "الحارة" الأردني يحتل أصداء واسعة لدى الشارع الأردني، خاصة وأن المشاهد يجد نفسه بين زقاق الأحياء الشعبية وحاراتها الضيقة وسط مشاهد يعتريها الغموض والأكشن والجريمة.
قصة حب سرية، رجال عصابات، مشاهد خادشة للحياء، ألفاظ نابية، جسدت ضمن مشاهد ووسط تلوث سمعي وبصير للحاضرين... هكذا وصفه عدد غير قليل ممن شاهدوه.
أشار الدكتور ذوقان عبيدات، بأن الفيلم كان متميزاً فنياً ويعالج مشكلات اجتماعية يعاني منها المجتمع الأردني، مشيداً بجهود المخرج والقائمين على الفيلم والممثلين الذين أدوا أدوار قوية.
وأضاف: "ما أثير من ضجة حول الفيلم أنه استخدم بعض الألفاظ التي اعتبرها البعض خارجة عن الذوق العام ، إلا أن هذه الألفاظ مستخدمة في المجتمع الأردني بشكل كبير جداً".
وأشار أن نوعية هذه الأفلام تعكس واقع المجتمع الأردني، مؤكداً أن وظيفة الفن هي تطهير وإبراز الشر بشكل واضح حتى ننفر منه جميعاً، ووظيفة الفن أيضاً السمو بمشاعرنا وأخلاقنا لنرفض ما هو شر في المجتمع .
ورأى عبيدات، أن الخوف ليس فقط في استخدام الكلمات النابية، بل الخوف الأكبر هو مشاهد البلطجة وسلوكيات العنف وهي أقوى بكثير من الألفاظ ، "ويبقى التناقض كيف نقبل (أصحاب الفضيلة والأخلاق) وكيف يقبلون الشر ويرفضون كلمات تعبر عن الشر".
بدوره الخبير الاجتماعي والأسري الدكتور يزن عبدو، أشار أنه من خلال قراءة عن الفيلم مما تم الحديث عنه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لا يمكن القول أن هذا الفيلم يعكس الواقع الأردني، بل على العكس يعتبر منافي للواقع الأردني أو "حارات" عمان خصوصاً.
وبين عبدو لـ"صوت عمان" أن الفيلم من الممكن أن يمثل شريحة صغيرة جداً، إلا أنه لا يمكن إسقاط هذه الشريحة، وتعميمها على المجتمع الأردني، مضيفاً أن ما أظهروه من مشاهد عنف وعلاقات جنسية وكلمات نابية في الفيلم، لا تمثل الواقع تماماً .
وأضاف: "يجب عدم عرض أفلام مثل هكذا نوعية، خاصة وأنها تعزز النزعة السلبية في ظل وجود الجيل الناشئ، وبالذات فئة اليافعين من عمر (10 سنوات لعمر 18)، سواء كانت سلوكيات لفظية أو عنف، وجعل المراهقين يتقبلوها ويستخدموا هكذا ألفاظ وكأن الأمر طبيعي جداً".
وبين أنه لا يمكن معالجة مثل هذه المشكلات من خلال ترويجها، بالإضافة ما تم خلال الفيلم هو تزييف لصورة الحارات الأردنية، ونشر سلوكيات خاطئة.