وسط ضجيج الشوارع العارم استقبل صالح حمدان وعائلته نتيجة الثانوية العامة بين مشاعر مختلطة جمعت بين ضحكات ودموع ،كيف لا ؟وصالح استطاع أن يحصد 85% في امتحان الثانوية العامة رغم الصعوبات الكبيرة التي واجهها إثر تعرضه للحادثة المشهورة والتي نجم عنها قطع يديه وفقأ عينه، ليس فحسب بل أثناء دراسته الثانوية العامة أصدرت محكمة الجنايات حكما يقضي بحبس والد صالح عشرين عاما بتهمة القتل العمد.
حادث مرير فرض على صالح والمعروف ب "فتى الزرقاء " واقعا صعبا ،لكنه لم يستسلم بل جعل من الإصرار والتحدي عنواناً ليمضي في الحياة قدما وفي حديث خاص لـ "صوت عمان" قال صالح " كانت حالتي النفسية متردية جدا إثر صدور الحكم بحق والدي ،ومع ذلك كان هدفي الأول إدخال الفرحة إلى نفسه وهو يقبع بين حيطان أربع ،فدرست واجتهدت وبحمد الله كان فضله علي كبيرا ،وحصدت ما زرعته طيلة العام".
حالة صالح الصحية فرضت عليه مساندة من حوله له ، مؤكداً:"لا أنسى فضل والدتي الكبير ولا أختي ،كذلك الحال مع مدرستي "النظم الحديثة" ومركز "وتد التعليمي" ،فقد قدموا لي مساندة حقيقية في الدراسة منذ بداية العام الدراسي وحتى تقديم الإمتحانات الوزارية خاصة وأن الأطراف الصناعية لا يمكنني إرتدائها على الدوام ،وزيادة الضغط على عيني اليسرى والتي أستطيع النظر منها فقط كانت بمثابة معضلة حقيقية ".
ويبين صالح بأنه كان يدرس حوالي ثماني ساعات في الأيام العادية وارتفعت إلى إثنتا عشرة ساعة في اليوم أثناء تقديمه للإمتحانات الوزارية".
واختتم صالح حديثه لـ "صوت عمان " أطمح بدراسة مساق القانون في إحدى جامعات المملكة والخوض في معترك الحياة الصعب بقوة وعزيمة لا تنتهي.