تضع نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، بين يدي القارئ اليوم السبت، معلومات مهمة عن شلل الوجه النصفي، الذي يصيب الجنسين، لكنه يحدث غالبا عند النساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون أمراضا معينة.
وتبين نشرة المعهد أعراض شلل الوجه النصفي وأسبابه، وتوضح كيفية تشخيصه، إضافة إلى الإجراءات التي من شأنها تخفيف الأعراض والألم، وتحسين وظيفة عصب الوجه.
شلل الوجه النصفي عبارة عن حدوث ضعف أو شلل في عضلات الوجه، وتنتج هذه الحالة عن تلف العصب الوجهي (العصب القحفي السابع). يحدث الألم وعدم الراحة عادةً في جانب واحد من الوجه أو الرأس.
يمكن أن يصيب شلل الوجه النصفي أي شخص في أي عمر. ويؤثر شلل الوجه النصفي على الرجال والنساء على حد سواء، لكنه يحدث غالبًا عند النساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من مرض السكري أو الإنفلونزا أو الزكام أو أي مرض تنفسي علوي آخر. وهو أقل شيوعًا قبل سن 15 أو بعد سن 60 ويتحسن معظم الناس في غضون 9 أشهر.
ما هي أعراض شلل الوجه النصفي؟
يمكن أن تظهر أعراض شلل الوجه النصفي بعد أسبوع إلى أسبوعين من الإصابة بنزلة برد أو التهاب في الأذن أو التهاب في العين.
تظهر الأعراض عادة بشكل مفاجئ، وقد تلاحظها عند الاستيقاظ في الصباح أو عندما تحاول الأكل أو الشرب، وبمجرد حدوثها فإنها تزداد سوءًا خلال الـ 48 إلى 72 ساعة القادمة.
العلامة الأكثر وضوحًا هي الضعف في جانب واحد من وجهك. ستجد صعوبة في إغلاق عينك على هذا الجانب أو في تعابير الوجه مثل الابتسامة، وقد يكون جانب وجهك مشلولًا تمامًا. في حالات نادرة يمكن أن يؤثر شلل الوجه النصفي على الأعصاب في كلا جانبي وجهك.
تشمل العلامات والأعراض الأخرى لشلل الوجه النصفي ما يلي:
- سيلان اللعاب.
- صعوبة في الأكل والشرب.
- عدم القدرة على التعبير على الوجه، مثل الابتسامة أو العبوس.
- ضعف الوجه.
- تشنجات عضلية في الوجه.
- جفاف العين والفم.
- صداع الراس.
- حساسية تجاه الصوت.
- تهيج العين في الجانب المصاب.
اتصل بطبيبك على الفور إذا ظهرت عليك أي من هذه الأعراض، حيث يمكن أن تكون الأعراض مشابهة لأعراض الحالات الخطيرة الأخرى، مثل السكتة الدماغية أو ورم المخ.
ما الذي يسبب شلل الوجه النصفي؟
يحدث شلل الوجه النصفي عندما يتعرض العصب القحفي السابع للضغط عليه وحدوث التورم مسبباً ضعف الوجه أو الشلل. السبب الدقيق لهذا الضرر غير معروف، ولكن يعتقد العديد من الباحثين الطبيين أن سبب هذا الضرر على الأرجح هو عدوى فيروسية.
تشمل الفيروسات/البكتيريا التي تم ربطها بتطور شلل الوجه النصفي ما يلي:
- الهربس البسيط الذي يسبب تقرحات البرد والهربس التناسلي.
- فيروس نقص المناعة البشرية الذي يضر بجهاز المناعة.
- الساركويد الذي يسبب التهاباً في عدة أعضاء.
- فيروس الهربس النطاقي الذي يسبب جدري الماء والقوباء المنطقية.
- فيروس ابشتاين - بار المعروف بداء كثرة الوحيدات المعدية وهو مرض معد يسببه فيروس إيبشتاين ـ بار
حيث ينتشر هذا الفيروس عن طريق اللعاب ولهذا السبب يدعى المرض "مرض التقبيل" ، حيث يسبب ازدياداً في عدد كريات الدم البيضاء.
- مرض لايم، وهو عدوى بكتيرية تسببها حشرة القراد (وهي من الكائنات مفصلية الأرجل، وصغيرة الحجم، وتعود لصنف العنكبيات).
كيف يتم تشخيص شلل الوجه النصفي؟
سيقوم طبيبك أولاً بإجراء فحص جسدي لتحديد مدى الضعف في عضلات وجهك. سيطرح عليك أيضًا أسئلة حول الأعراض التي تعاني منها، بما في ذلك وقت حدوثها أو متى لاحظتها لأول مرة.
يمكن لطبيبك استخدام مجموعة متنوعة من الاختبارات لتشخيص شلل الوجه النصفي. قد تشمل هذه اختبارات الدم للتحقق من وجود عدوى بكتيرية أو فيروسية. قد يستخدم طبيبك أيضًا التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية لفحص الأعصاب في وجهك.
كيف يتم العلاج؟
لا يعد شلل الوجه النصفي حالة دائمة إلا في حالات نادرة. حاليًا، لا يوجد علاج معروف لشلل الوجه النصفي.
ومع ذلك، يبدأ التعافي عادة بعد أسبوعين إلى ستة أشهر من بداية ظهور الأعراض. يستعيد معظم الأشخاص المصابين بشلل الوجه النصفي قوة الوجه بالكامل وتعابيره.
بالنسبة للأفراد الذين يعانون من شلل الوجه النصفي حديثاً، من المرجح أن تكون الستيرويدات فعالة ويمكن أن تزيد من احتمالية استعادة وظيفة العصب الوجهي.
في معظم الحالات، يجب أن يبدأ العلاج بالستيرويدات عن طريق الفم في غضون 72 ساعة من ظهور الأعراض إن أمكن، لزيادة احتمالية الشفاء الوظيفي الجيد للوجه.
قد لا يستجيب بعض الأفراد الذين يعانون من ظروف متزامنة بشكل جيد أو قد لا يتمكنون من تناول أدوية الستيرويد. وقد تزيد العوامل المضادة للفيروسات (بالإضافة إلى الستيرويدات) من احتمالية استعادة وظائف الوجه.
المسكنات مثل الأسبرين أو الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين قد تخفف الألم. بسبب التفاعلات الدوائية المحتملة، يجب على الأفراد الذين يتناولون أدوية موصوفة التحدث دائمًا إلى أطبائهم قبل تناول أي أدوية بدون وصفة طبية.
عامل مهم آخر في العلاج هو حماية العين، حيث يمكن أن يعيق شلل الوجه النصفي قدرة الجفن الطبيعية على التحرك، مما يترك العين معرضة للتهيج والجفاف. من المهم الحفاظ على رطوبة العين وحمايتها من الإصابة، خاصة في الليل. قطرات ترطيب العين، مثل الدموع الاصطناعية أو مراهم العين فعالة أيضًا. قد توفر العلاجات الأخرى مثل العلاج الطبيعي أو تدليك الوجه أو الوخز بالإبر تحسنًا طفيفًا محتملاً في وظيفة عصب الوجه والألم.