أحمد الضامن
يعمل مجلس النواب على مناقشة الموازنة العامة لعام 2022، والتي على ما يبدو أنها لم ترتق لرغبات العديد من النواب، الذين اقتصر حديثهم بأن "ما أتى داخل الموازنة هو كوبي بيست عن موازنات سابقة" دون أي تجديد، أو تغيير يلبي الطموح.
هجوم وخطاب عنيف تعرضت له حكومة الدكتور بشر الخصاونة تحت قبة البرلمان، خلال الأيام الماضية التي استمرت بها مناقشة الموازنة من قبل النواب، فكانت الحناجر تصدح من داخل القبة بالعديد من المطالبات والأحاديث التي اعتاد الشارع الأردني على سماعها في كل مناقشة تلو المناقشة، وبعيداً عن أي أثر، يعمل على تغيير فكر ونظرة الأردنيين لتلك المناقشات.
خطابات بسقوف عالية وطروحات جديدة، تحدث بها بعض النواب، للمساهمة في توجيه الحكومة صوب حلول عملية للخروج من "عنق الزجاجة" والواقع الاقتصادي الصعب، كما أنها لم تخلو من توجيه الاتهامات للحكومة، والمطالبة ببعض الخدمات لدوائرهم الانتخابية، مهددين وملوحين ومنددين، إلا أن الشارع الأردني يؤكد بأنها مناكفة نيابية حكومية إعلامية، كغيرها من المناقشات التي لم تغن ولم تسمن من جوع.
طروحات النواب تركزت على العديد من المواضيع الهامة، منها المديونية والعجز والبطالة والفقر والإيرادات والنفقات والضرائب واﻷسعار وفواتير الكهرباء والمحروقات واﻹستثمار، وغيرها الكثير من المواضيع الهامة والمحورية، والتي طال الانتظار بها لترى النور بالشكل الصحيح.
عشرات الخطابات أُلقيت على مسمع الجميع، ولا زلنا ننتظر المزيد، إلا أننا قد سمعنا مثلها آلاف المرات، في حضور مباشر تحت القبة، وبكافة وسائل التواصل الاجتماعي، كما أنه سيأتي بعدها لرد أطول من كافة الخطابات لرئيس الحكومة يدلي به ويعيد سرد الخطة الحكومية عبر الموازنة، ولربما تحمل في طياتها بعضاً من مطالبات وملاحظات النواب، حتى لا يثير "زعلهم وحردهم".
العديد أكد بأن لغة الخطاب لمجلس النواب في مناقشة الموازنة في الوقت الحالي، باتت مختلفة قليلاً عن أي وقت سابق، إلا أن الغالبية لا يزال يؤكد بأنها مجرد "شعبويات" يسعى بعض النواب لتحقيقها أمام قواعدهم الانتخابية فقط، دون الخوض في تفاصيلها بالشكل الصحيح، مؤكدين بأن الوضع العام والظروف الحالية تحتاج لواقعية الطروحات النيابية ومواءمتها مع موازنة الدولة، بعيداً عن الخطابات الفضائية وإضاعة للوقت.