ليالي كروية ممتعة عاشها جمهور كرة القدم أثناء متابعة مواجهات الدور ثمن النهائي من بطولة "يورو 2020"، الذي لم تغب عنه المفاجآت، وشهد تسجيل 29 هدفًا، واللجوء للأشواط الإضافية خلال 4 مواجهات من أصل 8 مباريات لُعبت خلال هذا الدور.
والحقيقة أن المتعة لم تغب عن بطولة "يورو" منذ انطلاقها عام 1958، وتلك هي أبرز المباريات المجنونة في تاريخ البطولة الأوروبية.
تركيا والتشيك في يورو 2008
نجح المنتخب التركي في تقديم أداء مميز خلال بطولة "يورو 2008"، وتمكن من إحراز أكثر من هدف قاتل، لكن المباراة الدرامية التي لا يمكن نسيانها، هي مباراة تركيا أمام التشيك في الجولة الختامية من دور المجموعات بتلك البطولة.
في تلك المباراة، كلا المنتخبين كان بحاجة إلى تحقيق الفوز للصعود إلى الدور ربع النهائي، وتبخرت آمال تركيا في العبور إلى دور الـ 8 ، بعدما تقدم المنتخب التشيكي بهدفين، الأول في الجزء الأخير من الشوط الأول، والثاني في ربع ساعة الأولى من عمر شوط الثاني.
لكن هدف اللاعب أردا توران في الدقيقة 75 أعاد الأمل من جديد للأتراك، وبالفعل شهدت الخمس دقائق الأخيرة من المباراة، إحراز المنتخب التركي لهدفي التعادل والفوز، عن طريق اللاعب نيهاد قهوجي، لتخطف تركيا بطاقة التأهل إلى الدور ربع النهائي.
هولندا والتشيك في يورو 2004
أسفرت قرعة بطولة "يورو 2004" عن وجود منتخبات: هولندا، ألمانيا، جمهورية التشيك، ولاتفيا في مجموعة واحدة، وسط توقعات الجمهور بصعود المنتخبين الهولندي والألماني عن تلك المجموعة إلى الدور ربع النهائي.
لكن المنتخب التشيكي حقق مفاجأة غير متوقعة بتصدره المجموعة برصيد 9 نقاط، محققًا ثلاثة انتصارات متتالية، كان أكثرها إثارة هو الفوز على المنتخب الهولندي في واحدة من أمتع مباريات البطولة.
وتقابل الفريقان في الجولة الثانية من دور المجموعات، ولم يحتاج المنتخب الهولندي سوى 19 دقيقة ليتقدم في النتيجة بهدفين، لكن التشيك تمكنت من إحراز هدفها الأول في اللقاء بالدقيقة 23، لينتهي الشوط الأول بنتيجة هدفين مقابل هدف لصالح هولندا.
وفي الشوط الثاني من المباراة، تمكن المنتخب التشيكي من إحراز هدف التعادل في الدقيقة 71، قبل أن يسجل متوسط الميدان التشيكي، فلاديمير شميتسر، هدف الفوز لمنتخب بلاده في الدقائق الأخيرة من اللقاء.
البرتغال وإنجلترا في يورو 2000
في "يورو 2020"، أسفرت قرعة البطولة عن "مجموعة الموت" التي ضمت منتخبات: ألمانيا، إنجلترا، البرتغال، ورومانيا.
وجدت الجماهير صعوبة في توقع المنتخبين الصاعدين إلى "ربع نهائي" عن تلك المجموعة، لكن رومانيا حققت مفاجأة غير متوقعة، بعدما احتلت المركز الثاني خلف البرتغال ليصعدا سويًا.
ومن أبرز مباريات تلك المجموعة وأكثرها متعة، كانت المباراة التي جمعت منتخبي البرتغال وإنجلترا ضمن منافسات الجولة الأولى من دور المجموعات بتلك البطولة.
الشوط الأول من اللقاء شهد تقدم منتخب "الأسود الثلاثة" بهدفين عن طريق بول سكولز وستيفن ماكمانامان، لكن المنتخب البرتغالي تمكن من تعديل النتيجة قبل نهاية الشوط، ليتم تأجيل حسم النتيجة إلى الشوط الثاني.
وفي الشوط الثاني، نجح لاعب المنتخب البرتغالي، نونو جوميز، في إحراز هدف الفوز في الدقيقة 57، ونجح البرتغاليون في قلب النتيجة من 2-0 إلى 3-2.
الدنمارك وألمانيا في يورو 1992
يعد نهائي بطولة "يورو 1992" واحدًا من أعظم نهائيات البطولة الأوروبية، إذ كان شاهدًا على تحقيق المنتخب الدنماركي لمعجزة كروية صعبة التكرار.
قبل يورو 1992، كانت هناك ثمان منتخبات تستعد للسفر إلى السويد للمشاركة في بطولة "اليورو"، ولم تكن الدنمارك من بينها بعد أن احتلت المركز الثاني في المجموعة الرابعة خلال التصفيات.
لكن بعد استبعاد منتخب يوغسلافيا، تم استدعاء المنتخب الدنماركي للمشاركة في البطولة، قبل 10 أيام فقط من انطلاق البطولة.
ظهر المنتخب الدنماركي بأداء متواضع خلال دور المجموعات، حيث تعادل مع إنجلترا سلبيًا، ثم خسر أمام منتخب السويد صاحب الأرض والجمهور.
لكن الجولة الأخيرة من مرحلة المجموعات، شهدت فوز الدنمارك على فرنسا بهدفين مقابل هدف، وتأهله إلى نصف النهائي رفقة السويد.
وبعد الفوز على هولندا حاملة اللقب في نصف النهائي بركلات الترجيح، استعد المنتخب الدنماركي لملاقاة المنتخب الألماني في النهائي، وسط توقعات الجمهور بانتهاء مغامرة الدنمارك.
في الشوط الأول من النهائي، افتتح لاعب الدنمارك جون ينسن النتيجة، بعدما سدد بقدمه اليمنى كرة قوية من داخل منطقة الجزاء.
وفي الشوط الثاني، وقبل دقائق من نهاية المباراة، سجل المنتخب الدنماركي الهدف الثاني وحصد لقب البطولة، في مفاجأة غير متوقعة لأكبر المتفائلين لفريق "عصابة أولسن"، كما يطلق البعض على المنتخب الدنماركي.