تُقدم نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الجمعة، معلومات مهمة عن مرض التوحد، الاضطراب الذي تظهر أعراضه عادة قبل بلوغ الطفل سن الثالثة، وغالبا ما يحدث عن الأولاد أكثر من الفتيات.
وتذكر النشرة التي جاءت بمناسبة يوم التوحد العالمي، الذي يصادف في الثاني من نيسان كل عام، علامات وأعراض اضطراب التوحد، وأشكاله، والأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة به.
وتوضح طرق وإجراءات تشخيص المرض، وأنواعا عدة من العلاجات التي قد تحدث فرقا كبيرا في نمو الطفل المصاب بالتوحد إذا جاءت مبكرة.
اضطراب طيف التوحد (Autism Spectrum Disorder) هو مصطلح واسع يستخدم لوصف مجموعة من اضطرابات النمو العصبي.
تتميز هذه الاضطرابات بمشاكل في التواصل والتفاعل الاجتماعي. وغالبًا ما يُظهر الأشخاص المصابون بالتوحد اهتمامات أو أنماط سلوك مقيدة ومتكررة ونمطية.
ينتشر هذا الاضطراب في جميع أنحاء العالم، بغض النظر عن العرق أو الثقافة أو الخلفية الاقتصادية. وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن التوحد يحدث في كثير من الأحيان في الأولاد أكثر من الفتيات، بنسبة 4 إلى 1.
علامات وأعراض التوحد:
تظهر أعراض التوحد عادة قبل بلوغ الطفل سن الثالثة. وتظهر على بعض الأشخاص علامات منذ الولادة.
تشمل الأعراض الشائعة لاضطراب التوحد ما يلي:
- قلة التواصل البصري.
- نطاق ضيق من الاهتمامات أو الاهتمام الشديد بموضوعات معينة.
- القيام بعمل شيء ما مرارًا وتكرارًا، مثل تكرار الكلمات أو العبارات أو التأرجح ذهابًا وإيابًا.
- حساسية عالية للأصوات أو اللمسات أو الروائح أو المشاهد التي تبدو عادية للآخرين.
- عدم النظر إلى الآخرين أو الاستماع إليهم.
- عدم النظر إلى الأشياء عندما يشير إليها شخص آخر.
- عدم الرغبة في الاحتضان.
- مشاكل في فهم الكلام أو الإيماءات أو تعابير الوجه أو نبرة الصوت أو استخدامها.
- التحدث بصوت غنائي أو مسطح أو آلي.
- مشكلة في التكيف مع التغييرات في الروتين.
يمكن أن يعاني بعض الأطفال المصابين بالتوحد من نوبات أيضًا، قد لا تبدأ هذه حتى سن المراهقة.
اضطرابات طيف التوحد:
- اضطراب التوحد: هذا ما يعتقده معظم الناس عندما يسمعون كلمة "التوحد". يشير إلى مشاكل التفاعلات الاجتماعية والتواصل واللعب لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات.
- اضطراب الطفولة التفككى: يتمتع هؤلاء الأطفال بنمو نموذجي لمدة عامين على الأقل ثم يفقدون بعض أو معظم مهارات الاتصال والمهارات الاجتماعية.
- اضطراب النمو الشامل (PDD أو التوحد غير النمطي): قد يستخدم طبيبك هذا المصطلح إذا كان طفلك يعاني من بعض سلوكيات التوحد، مثل صعوبات في المهارات الاجتماعية ومهارات الاتصال، ولكنه لا يندرج ضمن فئة أخرى.
الأسباب:
ينتشر التوحد في العائلات، لذا قد تزيد مجموعات معينة من الجينات من خطر إصابة الطفل.
الطفل الذي لديه والد أو أخ أكبر سنًا مصاب، يكون أكثر عرضة للإصابة بالتوحد، كما أن النساء الحوامل اللائي يتعرضن لبعض الأدوية أو المواد الكيميائية، مثل الكحول أو الأدوية المضادة للتشنج، يكنَّ أكثر عرضة لإنجاب أطفال مصابين بالتوحد.
تشمل عوامل الخطر الأخرى حالات التمثيل الغذائي للأم مثل السكري والسمنة. ربطت الأبحاث أيضًا التوحد بمرض الفينيل كيتونيوريا غير المعالج (ويُسمّى أيضًا بيلة الفينيل كيتون، وهو اضطراب استقلابي ناتج عن عدم وجود الإنزيم اللازم لتحليل الفينيل آلانين) والحصبة الألمانية. لا يوجد دليل على أن التطعيمات تسبب التوحد.
التشخيص:
بالنسبة للأطفال، عادةً ما يستغرق التشخيص خطوتين.
بمساعدة الفحوصات المخبرية سيتمكن طبيبك من تحديد ما إذا كان تطور طفلك طبيعي في المجالات المختلفة مثل التعلم والتحدث والسلوك والتحرك.
يقترح الخبراء أن يتم فحص الأطفال بحثًا عن هذه التأخيرات في النمو أثناء الفحوصات المنتظمة في عمر 9 أشهر و18 شهرًا و 24 أو 30 شهرًا. يتم فحص الأطفال بشكل روتيني خصيصًا لمرض التوحد في الأعمار 18 شهرًا و 24 شهرًا.
إذا أظهر طفلك مشكلة أثناء الفحص المبدئي، فسيحتاج إلى تقييم أكثر اكتمالاً. قد يشمل ذلك اختبارات السمع والبصر أو الاختبارات الجينية. وقد يرغب طبيبك في إحضار شخص متخصص في اضطرابات التوحد، مثل طبيب أطفال متخصص في النمو أو طبيب نفساني للأطفال. يمكن لبعض علماء النفس أيضًا إجراء اختبار يسمى جدول مراقبة تشخيص التوحد (ADOS).
العلاج:
لا يوجد علاج لمرض التوحد. لكن العلاج المبكر يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في نمو الطفل المصاب بالتوحد. إذا كنت تعتقد أن طفلك يظهر عليه أعراض اضطراب طيف التوحد، أخبر طبيبك في أقرب وقت ممكن.
تتضمن طرق العلاج:
- العلاج السلوكي.
- العلاج باللعب.
- العلاج بالممارسة.
- العلاج الطبيعي.
- العلاج بالنطق.
- العلاج بالموسيقى.
- العلاج بالتكامل الحسي.
- العلاج بالأدوية للمساعدة في أعراض اضطراب طيف التوحد، مثل مشاكل الانتباه وفرط النشاط أو القلق.
- قد يساعد التدليك والبطانيات والملابس الثقيلة وتقنيات التأمل على الاسترخاء. ومع ذلك، ستختلف نتائج العلاج. وقد يستجيب بعض الأشخاص بشكل جيد لبعض الأساليب، بينما قد لا يستجيب آخرون.