-سميرات… ثقل قيادي في قطاع التأمين ونموذج الإدارة الصلبة
ليس كلُّ من جلس على كرسي الإدارة قائدًا، وليس كلُّ من حمل لقبًا صانعَ قرار، لكن حين نذكر اسم المهندس ماجد سميرات، فنحن أمام نموذجٍ مختلف، أمام بلدوزر إداري لا يعرف التوقف، ولا يؤمن بالحلول السهلة، ولا يتقن الوقوف في المنطقة الرمادية.
في زمنٍ تكثر فيه الحسابات الضيقة، اختار سميرات أن يكون القرار عنده قبضةً لا ارتعاش فيها، وأن يكون التوقيع مسؤوليةً لا مجاملة، وأن تكون القيادة فعل حماية لا استعراض.
ونحن اليوم لا نتكلم بصفته رئيساً لمجلس إدارة الاتحاد الأردني لشركات التأمين – فهذه تحتاج لمقالات أخرى فيما بعد، ولكننا نتحدث اليوم عن سميرات الذي يشغل منصب المدير العام لشركة شركة الشرق الأوسط للتأمين، والذي حمل على عاتقه ما لم يجرؤ كثيرون على حمله: قرارات صعبة، حاسمة، موجعة أحيانًا، لكنها ضرورية دائمًا.
البلدوزر سميرات… وقرارات لا تُتخذ من فراغ
هنا لا مجال للصدفة، ولا مساحة للارتجال.
كل قرار اتخذه البلدوزر سميرات، حتى وإن بدا قاسيًا أو غير شعبوي، لم يكن وليد لحظة، ولم يُصغ في ممرات المجاملات، بل جاء بعد تفكير عميق، وتمحيص طويل، وموازنة دقيقة بين المخاطر والفرص.
فالقرار عنده ليس نزوة، بل عملية هندسية "تفكيك، تحليل، إعادة تركيب، ثم ضربة واحدة… قبضة محكمة"، حيث أخذ سميرات على عاتقه قراراتٍ لصالح شركته التي يديرها، وبالرغم من صعوبتها، وبالرغم من كلفتها الآنية، وبالرغم من الضجيج الذي رافقها، إلا أنه اتخذها لحماية الشركة، لحماية إرثها الراقي والعريق، ولضمان بقائها راسخة على برّ الأمان، لا تتلاطم بها أمواج المغامرة غير المحسوبة.
وهنا بيت القصيد، والجملة التي يجب أن تُقال بوضوح لا لبس فيها:
البلدوزر سميرات اتخذ قرارات لا يستطيع البعض من المدراء في هذا القطاع حتى التفكير بها، فضلًا عن الجرأة على تنفيذها، لأنه خرج خارج الصندوق، وكسر القوالب الجاهزة، ورفض أن يُدار المستقبل بعقلية الأمس، فهو يطبق مفهوم "القيادة لا تُجيد إلا التقدّم"
ليس سرًا أن كثيرين في قطاع التأمين يُديرون شركاتهم بعقلية الدفاع لا المبادرة، وبمنطق الانتظار لا الفعل، أما سميرات، فقد اختار طريقًا آخر، طريق البلدوزر الذي يشق المسار، لا الذي يسير خلفه، فإدارته لم تكن يومًا ردّة فعل، بل فعل استباق، وحصافته الإدارية لم تكن تحفظًا مشلولًا، بل جرأة محسوبة، يعرف متى يضغط، ومتى يتراجع خطوة ليقفز خطوتين، ومتى تكون القبضة أشد من الابتسامة.
وفي النهاية، لا بد من القول بوضوح:
إدارة سميرات حصيفة، لا تُكثر الكلام، وتُتقن الصمت حين يكون القرار أقوى من الخطاب، إدارة تعرف أن الاستدامة لا تُبنى بالشعارات، بل بقرارات صلبة تشبه أصحابها.
أما على مستوى قطاع التأمين، فإن بصمة سميرات لم تكن محصورة في شركة، بل امتدت إلى رؤيةٍ أوسع، تُدار بعقل العمل للجميع لا بعقل الحسابات الضيقة، فانتهج إدارة تضمن للقطاع استقرارًا، وتوازنًا، وحماية للحقوق، وتعزيزًا للثقة، وتفتح الباب أمام إجراءات ترفع المهنة إلى مستوى المسؤولية الوطنية لا مجرد نشاط تجاري.
هنا لا نتحدث عن مدير، بل عن بلدوزر، ولا نصف مرحلة، بل نرسم مسارًا، ولا نُجامل شخصًا، بل نُسجّل واقعًا، لأنه في عالم الإدارة، لا يُقاس القادة بعدد التصريحات، بل بوزن القرارات التي يتخذونها في اللحظات الحرجة، وفي قطاعٍ معقّد وحسّاس كقطاع التأمين، تصبح القيادة الحقيقية فعلَ مسؤولية، لا ترفَ مجازفة، أو محابة أو مجاملة، وإنما حسم وبدون النظر إلى الخلف.