تأثرت المملكة اليوم بكتلة هوائية رطبة جلبت معها زخات من المطر على بعض المناطق الشمالية، وهي أمطارٌ ينتظرها المزارعون بفارغ الصبر، خاصةً أصحاب حقول الزيتون، حيث تُعرف هذه الأمطار باسم "شتوة الزيتون". تُعد هذه الشتوة بمثابة إشارة البدء لموسم قطف ثمار الزيتون، حيث يحرص الكثيرون على البدء بحصاد محاصيلهم بعد هطولها.
لا تقتصر أهمية هذه الأمطار على الزيتون فقط، بل تتعدد فوائدها لتشمل القطاع الزراعي بأكمله. تعمل "الشتوة الأولى" على غسل الأشجار والمزروعات من الغبار والعناكب المتراكمة عليها، مما يساهم في تفتيح مسام الأوراق ويعيد الحيوية للأشجار. كما أنها تزيد من رطوبة التربة التي فقدت الكثير من مياهها بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مما يعزز من كفاءة التربة ويهوّيها لتمنح النباتات المزيد من المواد الغذائية.
تُعد هذه الأمطار أيضًا إشارة للمزارعين للبدء في تحضير وحراثة الأرض لزراعتها بمحاصيل القمح والشعير، بالإضافة إلى مزروعات أخرى مثل السبانخ والفول والبازيلاء. كما أن استمرار الموسم المطري يساهم في زيادة النباتات الرعوية التي يحتاجها مربو الحيوانات، مما يقلل من الكلفة الاقتصادية المتعلقة بشراء الأعلاف.