العملية تحتاج الى إدارة هادئة بعيدا عن العصبية لان الشارع يحتاج إلى التهدئة والاطمئنان، فما حدث بالأمس واليوم الذي سبقه اربك المشهد وخلق حالة من الفوضى والخوف في نفوس الناس انعكست على الأسواق والمزاج العام.
كثرة التصريحات وتناقض التسريبات وتعدد مصادرها وتنوعها نتج عنه حالة من عدم اليقين وكثرة الإشاعات التي تضاربت بين حظر وإغلاق وغيره.
ان ما جرى اعادنا إلى المربع الأول من التحليلات والتاويلات دون اتخاذ مواقف وقرارات محددة وسريعة، وعدم ترك الأمور على غاربها تنتقل من تصريح إلى آخر ومن إشاعة إلى أخرى، في ظروف غاية بالصعوبة بعد انتشار الفيروس وتفشيه بين اوساط المجتمع مما يدعونا إلى الهدوء والابتعاد عن الشاشات الا للمعنيين فقط، والتفكير مليا بالمشهد لاختيار لغة الخطاب المناسبة والملاءمة له لا العكس.
صحيح ان الفيروس تفشى وبشكل كبير وغير متوقع وجميع الإجراءات لن تتمكن من حده وكبح جماحه او وقف انتشاره، حقيقة واقعية علينا جميعا أن نسلم بها نتيجة أخطاء وثغرات تراكمية يتحمل مسؤوليتها الجميع، لكن الوقت والظرف غير مناسبين للتلاوم، ومهما اتخذنا من إجراءات وقرارات فسنبقى ندور حول أنفسنا ولن نغادر الدائرة المغلقة.
فالحل الوحيد الآن الحصول على المطاعيم واللقاحات وعدم انتظارها لأنها لن تصلنا قريبا مما يتطلب إعادة التفكير بالنهج والاسلوب والاستعانة بالقطاع الخاص وعلاقته مع شركات الأدوية.
اما الطريق الاخر فعلينا الاستفادة من علاقتنا الدولية للتواصل والتنسيق من خلال وزير الخارجية بإجراء اتصالات سريعة او القيام بزيارات دولية للحصول على المطاعيم.
نعم الوقت تأخر كثيرا ومعظم الدول حجزت كمياتها وبعضها الاخر حصل على كميات كبيرة، لكننا قد نتمكن من الحصول على كميات من بعض دول الجوار او المنطقة ولو بكميات قليلة من باب الدعم والمساعدة او القابلة للرد عند حصولنا على كمياتنا.
وباعتقادنا لم يعد أمامنا الا التحرك سياسيا ودبلوماسيا والاستعانة بالاصدقاء والاشقاء، اما أن نبقى ننتظر في طوابير الانتظار لا نسمع الا قرارات جديدة وتصريحات عديدة فهذا لن يجدي نفعا.