قال الخبير السياسي الدكتور منذر الحوارات إن هناك مجموعة سياسية يمينية متطرفة في اسرائيل، تحاول دائمًا توتير الأجواء في الأردن وخلق الانطباع بأن الأردن دولة غير مستقلة وآمنة مرتبط بمشروع مستقبلي يتعلق بالقضية الفلسطينية، مضيفًا أن الاسرائيليين المتطرفين لا يعترفون بدولة فلسطين، وبالتالي يمهدون للحديث عن أن الدولة الفلسطينية المستقبلية للفلسطينيين يجب أن تكون الأردن.
وأشار الحوارات لـ"صوت عمان" الى أن السيناريوهات المحتملة خلف تصريحات رئيس اتحاد المقاولين في اسرائيل تتعلق برؤية الأردن كدولة قوية، ذات جيش ومؤسسات راسخة، وبالتالي لا يمكن لإسرائيل أو اليمين المتطرف أن يخطط لاستهداف الأردن بسهولة، مضيفًا أن الأردن سمع الكثير من التصريحات المشابهة، لكنه دائمًا ما يتجاوز هذه التوترات ويستمر ويمضي كدولة مستقلة وآمنة.
وأضاف الحوارات أن العلاقات الأردنية الاسرائيلية ليست مبنية على تصريحات عابرة، بل على استراتيجية اردنية اتخذت منذ مؤتمر مدريد الذي حضرهُ عدد من الدول العربية، مشيرًا أنه لا يوجد أي اعتداء مباشر أو معلن يستدعي الأردن أن يفكر في إعادة العلاقات أو النظر في معاهدة السلام مع دولة الاحتلال.
وبين الحوارات أن الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء ووزير الخارجية قد اعتبروا مسبقًا أن أي موجه مصطنعة اسرائيلية من الهجرة اتجاه الأردن تعتبر بمثابة اعلان الحرب، مما ستؤدي الى نقض عملية السلام، موضحًا أن الأردن قد حدد موقفه من العلاقة مع اسرائيل وعملية السلام وربطه بأي اعتداء مباشر على الأردن.
وأضاف الحوارات أن الأردن اعتبر ما يمس القضية الفلسطينية متعلق بقرار السلطة الوطنية وليس بقرار الأردن.
ولفت الحوارات إلى أن الأردن يتعامل دائمًا بشكل مباشر إذا كانت التصريحات من قبل الحكومة، بحيث يوجه رسالة ويقول هكذا تصريحات صدرت عن أحد المقربين من رئيس الحكومة، لافتًا أنه لن يهملها بل سيتعامل معها بجدية وسيوصل رسائله إلى الحكومة من خلال الأمريكان، بالاضافه أنه سيعلن رفضه لها واستنكارها.