السلط جغرافيا منتصف الأردن وفلسطين معا، ورجالاتها معروفون بطبائع مميزة منها، الكبرياء والكرم والتضحية،وأول ما تعنيه أن تكون سلطيا هو أنك عروبي قومي وطني، تجمع ولا تطرح، تواجه ولا تدبر،ودائما تكون السلط بوصلة لكل المحافظات والمدن والبوادي والمخيمات، فهي الروح للجسد تحركه حيث تشاء، وتتحرك فيه كما تريد.
السلط اليوم مكلومة وصابرة وترى حولها ما لا يرى، ترى بواطن الاشياء وتعي معنى السقوط، ورجالاتها اشداء غيارى لا يقبلون الإنحناء إلا لله، يقدمون مصالح الوطن،ولا يحبذون لغة الطبال والزمار ولهذا عندما شاهدوا سيد البلاد حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني حفظه الله وفي الساعات الأولى من الفاجعة في مستشفى السلط تيقنوا أن ما لا يرى ذاك الذي يريد اشعالها فتنة ويسعى إلى الطبل والزمر على أنغام اعدائنا،ومن اللحظة الأولى تيقن الجميع أن رجالات السلط أكبر من أن يساقوا إلى هكذا أعمال ضد وطنهم، وبالفعل بانت الحقائق وما بعد سوف يلقى كل مسؤول تعمد أو اهمل دوره وكان سببا في الفاجعة الأليمة العقاب الذي يستحقه.
ما أروع السلط بطبيعتها ومكانتها، فهي مثل القلب في الإنسان، تدق بنبظات منتظمة، ولا تحيد عن دورها، ولا تكل ولا تتعب، وكل الذين راهنوا على تغيير صورتها ومحي تاريخها فشلوا، والسبب كان موقف رجالاتها وانحيازهم للوطن والعرش الهاشمي، فصورة جلالته منذ اللحظات الأولى طبعت في قلوبهم الطمأنينة وازاحت من عقولهم لعنة إفلات الفاعل من العقاب، واطمأن الجميع بأن كلمة سيد البلاد لا بعدها ولا قبلها كلمة،وأن القول الفصل لجلالته، وهكذا تقبل الجميع الحادث الأليم.
معنى أن تكون سلطيا فذلك أن تكون قياديا وعروبيا، وأن لا تستسيغ ألاعيب المخرصين والمزورين،وأن لا تمر عليك الحيل ومدبروها وناشروها ومزوروها، ففي ساعات الصباح وقبل أن يصل النبأ إلينا، كانت الدعايات والأرقام الفلكية عن عداد الموتى بالعشرات، كما استشاط البعض في محاولة الصاق التهمة لجهات نافذة في الدولة، وصارت الإشاعات أقوى، وما أن ظهر جلالته في باحات المستشفى حتى انقلبت الصورة، وتحرك المشهد باتجاه آخر،والتقط الجميع الرسالة، وبانت الحقيقة، وانكشف فساد السوشال ميديا وكل المزورين والحاقدين فيها، وهدات النفوس واستوطنت راحة البال، بيوت الأردنيين،وبدات بعدها تأخذ الحياة دورتها الطبيعية دون النظر إلى التخرصات والمتخرصين والاعيبهم الكلامية.
معنى أن تكون سلطيا فذلك يعني أنك عروبي هاشمي لا ترى الدنيا إلا من خلالهما، ومعنى أن تكون سلطيا فذلك يعني أن تودع شهداءك وتمضي،وأن تقبل قضاء الله وقدره، وأن تكون في الصفوف الأولى دفاعا عن وطنك وقيادتك، وأن ترى الحقيقة ناصعة كما هي، وأن تردد في قلبك دوما ليحفظ آلله وطننا وشعبنا وقائدنا من كل شر ومكروه.
معنى أن تكون سلطيا، فذلك يعني أن تكون مدرسة ينهل منها الجميع العلوم والمعرفة، ويعني أنك القدوة وأن الجميع يتعلم من دفاترك الإيمان بالله، وحب الوطن والإخلاص للعرش الهاشمي، ويعني ما يعنيه أنك سلطي كابرا عن كابر لا تنظر إلى الصغائر، ويعني أن السلط كانت وستبقى برجالاتها الأحرار قبلة لكل الشرفاء الأغيار،تقول كلمتها وتمضي إلى حيث مصلحة الأمة وجامعتها على الخير والمحبة.