انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة التنقيب عن الدفائن في الأردن، والتي أصبحت بمثابة حلم للمواطن الأردني لتحقيق أحلامه وآماله التي يصبو إليها.
وبادر العديد من المواطنين، مؤخراً بالتنقيب على الدفائن في بعض المناطق وذلك بإستخدام العديد من التقنيات والأجهزة التي تساعد في تحديد أماكن الكنوز "بحسب اعتقادهم" مما جعل من هذا الحلم واقع يقوم المواطن بالبحث عنه بسرية وبهوس متأمل تحقيقه.
فما حكم البحث عن الدفائن والتنقيب عنها دينيا، وماعقوبتها قانونيا؟ وهل ستضع الحكومة حد وعواقب لهذه الأحلام والآمال؟
بدورها أكدت دائرة الافتاء الأردنية، على حرمة التنقيب والبحث على الكنوز لما في ذلك من إعتداء على الأموال والممتلكات.
وبحسب رد الإفتاء على استفسارات "صوت عمان"، فقد اتفق الفقهاء على حرمة نبش القبر؛ فلا يجوز انتهاك حرمة القبور ولا إزالتها ما دام فيها عظام الموتى، ومعلوم أن عظام الموتى لا تبلى إلا بعد مدة طويلة؛ لأن الأموات لهم حرمة الأحياء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كَسْرُ عَظْمِ الْمَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيًّا) رواه أبو داود، وقال صلى الله عليه وسلم: (لأَنْ يَجْلِسَ أَحَدُكُمْ عَلَى جَمْرَةٍ فَتُحْرِقَ ثِيَابَهُ فَتَخْلُصَ إِلَى جِلْدِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَجْلِسَ عَلَى قَبْرٍ) رواه مسلم.
وأضافت: "كل هذا يدل على حرمة الميت، ووجوب المحافظة على قبره من الإيذاء؛ لأن الله تعالى كرَّم الإنسان فقال: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ} [الإسراء: 70]، ومن كرامته أن لا يُنبشَ قبرُه، ولا تُنتَهكَ حرمتُه، وتزداد الحرمة إذا كان النبش نفسه تعدياً للبحث عن الكنوز والدفائن".
وتابعت: "كما لا يجوز الحفر والبحث عن الكنوز في أراضي الغير سواء أكانت مملوكة للدولة أو للغير؛ لما في ذلك من الاعتداء على الأموال والممتلكات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ) رواه مسلم، والله تعالى أعلم".
وجاء في المادة 14 من أحكام القانون المدني، "يحظر على أي شخص طبيعي أو اعتباري القيام بأي عمليات تنقيب عن الذهب في المقابر أو أي مواقع أثرية أخرى بحثا عن الذهب وغيره من الدفائن".
وتنص المادة 26 من قانون الآثار على فرض العقوبة بالحبس مدة لا تقل عن سنة، وأقل من ثلاث سنوات مع فرض غرامة مالية لا تقل قيمتها عن ثلاثة آلاف دينار لكل من يبحث عن الذهب والآثار دون ترخيص.
من جانب آخر، أكد الخبير الاجتماعي الدكتور ذوقان عبيدات لـ" صوت عمان"، أن الإحباط وفقدان الأمل وحالة الوهم التي عاش بها الأردنيين فترة طويلة، تعتبر عوامل هامة في دفع المواطنين للجوء إلى التنقيب عن الكنوز بالإضافة إلى التراكمات من التراث التي تشير لوجود كنوز.