المال المال المال. هل هذه هي جوهر حكاية غياب الطفلين ثم العثور عليهما. هل حقا يحتاج المال الى كل هذه الفوضى؟
هل حقا على جيلنا ان يضع المال بصفته قبلة له يجب ان يصل لها وإلا صنّف نجاحه في الحياة بالفشل؟
ما اخطر الرسالة التي حفرتها القصة في وجدان الجيل. انه المال يا قوم. المال فقط. وهذه كارثة.
في أية حال، لم تمرر مواقع صفحات التواصل الإجتماعي هروب طفلين عن منزلهما ومقاعد الدراسة رغبة في جمع المال.
الطفلان حاولا التعبير عما يدور في خلدهما عبر كتابة رسالة وصفت بالدقيقة والتفصيلية والوعي التام. فهل كانا محقين؟ أين أصابا؟ وأين وقعا في الخطأ؟
بتفاصيلها كانت حكاية غريبة الإ أنها رسمت للعديدين أهمية القراءة والمضي في طريق وفق أهداف واضحة، وربما خطورتها ايضا.
ما ان أنفجر غيابهما عن منزلهما حتى باتت قصتهما قضية رأي عام. وكم تحب صفحات التواصل مثل هذه الاخبار.
ها حصلت القصة على دفعة جديدة من الاثارة بنشر الامن العام خبر العثور عليهما.
عادت القصة حماسية كما هي تماما. لكن ما اختلف الاسئلة. الان نحن نعرف اين هما. لكن ماذا بعد؟
هل الطفلان امام واقع جديد الان. طبعا. لكن كيف سينفعل المجتمع وجيلهما مع الحدث؟
هل تحولا الى رمزية او على الاثل شاهد لحيرة شباب يورطه الكبار بالاسئلة اكثر مما يمنحه اجابات.
يجمع الاردنيون ان الطفلين حفرا في حياتهما قصة ستكون رافعة لهما في حياتهما. انهم ناجحان منذ البداية. لكن اليس كل الجيل كذلك سوى اننا نضع له بسياساتنا الثقافية والاقتصادية ما يدفعهما الى الفشل؟
بالطبع نحن امام مؤيد ومعارض امام ما جرى، لكن هناك رسالة صيغت بطريقة بارعة قد تغيب عن كثير من خريجي الجامعات والمدارس لتضع نصب أعيينا نماذج من جيل المستقبل خاصة أنهما متفوقان دراسيا وفكريا .
دعونا نلاحظ أولا أن الكتاب "الأب الغني والأب الفقير" بترجمته العربية محظوط. صار هدفا للجميع. الجميع يريد قراءته.
يا لأهمية القراءة ويا لخطورتها. لهذا عليك ان تختار كتابك كما تختار زوجتك. الكتاب قنبلة لا تنفجر بل تفجرك.
ربما ما يعيب في القصة أمر لم ينتبه عليه الكثيرون. أن المال هو جوهر القصة كلها. فهل هو كذلك؟