ألقي القبض على امرأة صينية انتحلت شخصية رجل على وسائل التواصل الاجتماعي لخداع صديقة طفولتها وإيقاعها في حبها واستدراجها لإرسال الأموال.
إذ أعلنت شرطة شنغهاي مؤخرًا عن إحدى أكثر عمليات الاحتيال الرومانسية غرابة عبر الإنترنت على الإطلاق.
كانت الضحية قد تعرضت للخداع لمدة 12 عامًا من قبل حساب شخص يزعم أنه مذيع إخباري معروف على وسائل التواصل الاجتماعي واحتال عليها بحوالي مليوني يوان (290 ألف دولار) خلال تلك الفترة الزمنية.
الجزء الأكثر جنونًا في القصة هو أن المحتال ما هو إلا صديقة جيدة للضحية، صديقة طفولتها، التي طبقت هذه الخطة كتعويض نفسي عن موقف مهين عرّضته لها والدة الضحية خلال طفولتهما.
الصديقة المحتالة اعترفت بذنبها وأخبرت المحققين أنها كانت هي والضحية صديقتين لفترة طويلة جدًا، وكانت والدتيهما تعرفان بعضهما البعض أيضًا.
ذات يوم، أهانت والدة الضحية صديقة ابنتها بقولها، على سبيل المزاح، إنها ستواجه صعوبة في العثور على زوج لأنها لم تكن جميلة جدًا ولم يكن وضع عائلتها المادي جيدًا.
لقد كان أمرًا قاسيًا أن يقال لفتاة صغيرة، وقد أخذت الفتاة الأمر على محمل الجد، ولطالما أرادت الانتقام لنفسها.
بعد سنوات من تلقي الإهانة ، أخبرت السيدة المحتالة صديقتها ووالدة صديقتها أنها تعرف مذيع أخبار مشهور وهو عازب ويبحث عن زوجة مناسبة.
ما جعل والدة صديقتها تطلب منها تعريفه على ابنتها، لتبدأ الخطة بأخذ مجراها.
بدأت الصديقة المحتالة في إنشاء ملفات تعريف وهمية على وسائل التواصل الاجتماعي لمذيع الأخبار وصارت تكلمها بصفتها هو، مظهرة صفات رجل الأحلام لتوقِع الضحية في شباك حبه، فهي تعرف صديقتها أكثر من أي شخص آخر تقريبًا، ما الذي تحبه وما لا تحبه، شغفها، توقعاتها الرومانسية.
أم التحدي الوحيد فكان إبقاء العلاقة على الإنترنت دون لقاء.
ورغم ذلك، كانت صفات "المذيع" وحبه لها كافيان لإبقاء الضحية مهتمة ومنجذبة ومستمرة في العلاقة.
وبحسب الصديقة المحتالة، لم يكن النصب المادي على صديقتها هو الهدف، بل كان الانتقام فقط، إلا أنها مرت بضائقة مادية عام 2018 فبدأت بطلب بعض المبالغ المادية بصفتها "المذيع ورجل الأحلام".
واستمرت في طلب المساعدات المالية، ما جعل صديقتها تشكو لها الأمر وهي بدورها تشجعها على الاستمرار والتضحية من أجل الحب.
في وقت سابق من هذا العام، بعد أن أنفقت الضحية كل مدخراتها وبدأت تتراكم عليها الديون، لجأت إلى صديقتها لترتيب لقاء مع "المذيع" لمواجهته ووضع حد لوضعهما العاطفي.
هنا قررت الصديقة المحتالة الاعتراف بكل خطتها، وأنها كانت لمدة 12 عاما هي "المذيع"، رغبة في رؤية النظرة التي ستعلو وجه الضحية عند اكتشافها الحقيقة.
تم القبض على السيدة المحتالة بعد أن تقدمت صديقتها بشكوى، ولا يزال التحقيق جارياً في هذه القضية.
تبدو القصة بأكملها وكأنها حبكة فيلم، وهناك بعض التفاصيل التي تفوق المنطق، مثل إرسال الضحية حوالي مليوني يوان صيني إلى شخص لم تقابله في الواقع، أو كيف استمرت في علاقة عاطفية لمدة 12 عامًا دون مقابلة الشخص إلا أن شرطة شنغهاي التي أعلنت عن القضية مستمرة في كشف الحقائق وربط التفاصيل.