يخشى أخصائيون نفسيون من إصابة الكثيرين بـ"الاكتئاب ما بعد المونديال" وجاء ذلك خلاصة لدراسات حية.
وذكرت صحيفة "هسبورت" المغربية أنه أمر واقع يشكو منه أقرباء المصاب، فالحالة الأكثر قابلية للإصابة بهذا الصنف من الاكتئاب علقت كل ما يشغل بالها من مشاكل شخصية أو في العمل وحتى الدراسة لمدة تناهز الشهر، بداية من حفل افتتاح كأس العالم، بمتابعة مباريات دور المجموعات، ثم مباريات خروج المغلوب، وصولا إلى المباراة النهائية، فإسدال الستار على البطولة، قبل أن يجد الشخص المعني نفسه خارج قوقعة مليئة بالمتعة والإثارة، ليعود إلى الواقع، وروتينه اليومي، في سقطة حرة قد تكون عواقبها وخيمة.
واستقت صحيفة "هسبورت" شهادات من بعض الجماهير الشغوفة بكرة القدم، التي أجمعت على أنها وجدت صعوبة في التأقلم مع الحياة اليومية لما بعد "المونديال"، بعدما عاشت شهرا بجرعات زائدة من الإثارة والتشويق، خصوصا مع استمرار مغامرة المنتخب المغربي في كأس العالم إلى يوم ما قبل النهاية.
واعتبر كريم بنكيران، أخصائي في علم النفس، أن الأشخاص المهددين بالإصابة بمرض "اكتئاب ما بعد المونديال" يكونون في الأصل أرضية هشة للاكتئاب، نتيجة تراكم حالات معينة، كالفشل وعدم القدرة على تحقيق الأهداف وغيرها من الحالات، ما يحدث إعياء وحزنا لدى الشخص المعني، ليصبح عرضة لاكتئاب ما بعد "المونديال"، عند نهاية الحدث الكروي العالمي.
وأكد المتحدث نفسه أن كأس العالم جعلت فئة كبيرة من الناس يدخلون قوقعة من الحماس والانفعالات والأحاسيس الإيجابية، لينسوا بذلك مشاكلهم مؤقتا، قبل أن يجدوا أنفسهم مجبرين على العودة إلى الواقع بعد نهاية كأس العالم، مردفا: "هذه العودة إلى الواقع تكون صعبة على البعض".
وشدد المحلل النفسي على أن اكتئاب ما بعد "المونديال" يبقى للمناقشة، حالة بحالة، موضحا أن "هناك من يرى في كأس العالم وسيلة لنسيان المشاكل اليومية.. وبنهاية البطولة يعود للمعاناة من جديد".