تذرع شباب عاطلون عن العمل ذوو حاجات معيشية بالنائب المفصول أسامة، واستغله عدد من السياسيين البكاشين، الذين انطفأت فوانيسهم وفشلوا في ان يصبحوا «منقذين» فاصبحوا «احرارا» !!
غرروا بالشاب اسامة حين اوهموه انه المهدي المنتظر.
لقد القى عليه مناصروه احمالا ناء بها، وهو الذي ما تمكن من ضبط خطابه مع زملائه النواب.
لم يتمكن الشاب اسامة من فهم ان الاردنيين اهل الاعتدال والوسطية والرشد. وان زعماء عشائرهم العظيمة بنوا دولة شامخة حموها ويحميها احفادهم واحفاد الشهيد الابطال قدر المجالي وكايد العبيدات وصايل الشهَوان بالدماء والتضحيات.
وانه لا ينقص الاردنيين لا أرطغرل ولا متأنقين يمثلون في الشوارع، بل يحتاجون الى ممثلين لهم تحت القبة.
تم انتخاب الشابَ اسامة ليحمل حاجات لواء ناعور وليكون صوتا للحق والإصلاح تحت القبة. لا ان يعمد إلى الاثارة والتحريض على الدولة وابنائها رجال الأمن العام حماة النظام والقانون والطمأنينة.
لقد غشّه ما لقيه من تشجيع وتأييد ورفعٍ على الأعناق. وقاده ذلك الى رفع السيوف وخرق السقوف وفخت الدفوف.
وقد اخذته اوهام «الحالة» الى مس الدستور والقانون، فتحدث عن اعدام من يخالفونه -واسماهم الخونة !!- بقطع رؤوسهم واطلاق النار بين العينين
وتفاقمت «الحالة» وقادته الى مس مقام الملك ومنزلته.
لم يدرك الشاب اسامة ان الدولة الأردنية راسخة قوية بمواطنيها.
وان الأردنيين يريدونها قوية لأنها دولتهم ولأنها لهم. وانهم كانوا وسيظلون ضد التطاول على مكونات القوة الأردنية التي ستظل خطا احمر لا يدانى.
لن اسرف في الحديث عن ظاهرة الشاب اسامة. فقد أُصابنا الإستياء ونحن نشاهده ونسمعه يهدد ويتوعد بالسيف ويتمنطق بالمسدس ويحشد للزحف على عمان وكأنه زحف على تل ابيب.
وان التجييش والتحشيش صنوان.
وان المتاجرة بالبطالة وفقر الأردنيين والفساد وسوء ادارة الموارد، لم تنطلِ طويلا.
لم اتوقع اطلاقا غير هذه النهاية، لأن القرقعة كانت زوبعة في كشتبان !!
وإن من يسبر وعي الاردنيين ورشدهم ومزاجهم سيعرف انه اكبر من كل التوقعات.
فلنقلب الصفحة، ولنبدأ في فصل الإصلاح الحقيقي العميق.