2024-11-27 - الأربعاء
00:00:00

آراء و مقالات

وان تسأل عن الأقصى… فإن جروحهم أقسى

{clean_title}
القاضي د . محمود ابو رمان
صوت عمان :  


اقتحام الاحتلال الصهيوني لباحات المسجد الأقصى المبارك، واعتدائه الوحشي على المصلين والآمنين في القدس وباقي الاراضي المحتلة، يستنهض ملايين المسلمين حول العالم، ويعتبر انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية.

القدس لا تمثل للمسلمين مجرد أرض محتلة احتلالا جائرا علي يد شرذمة من يهود العالم في أكبر عملية تزوير تاريخية باستحلال الأرض باسم الدين، وتشويه معالمها التاريخية وإخراج أهلها وتوطين الغرباء باسم الدين بل هي قضية عقيدة ربط الله بينها وبين المقدسات الإسلامية في مكة التي هي قبلة المسلمين في كل أرجاء الأرض حين أسرى الله عز وجل بنبيه صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.

والقدس من القداسة والتقديس فهي جزء من دين الأمة وعقيدتها، والأمة المعنية بتلك القضية هي أمة الإسلام لإعادة تصويب البوصلة نحو القدس، وليتحقق شرطي الإيمان والقوة في جيل أسماه الله عز وجل أولي البأس الشديد، ليسوؤوا وجوه الصهاينة، وليتبروا إفسادهم، ويدخلوا المسجد الأقصى في القدس كما دخلوه أول مرة.
حتى في الجاهلية وقبل الاسلام رفض الظلم وتم التنادي لدفعه، فمثلا عندما هاجم اللصوص وقطاع الطرق بيوت الأمنيين قال الزير سالم عبارته المشهورة وهو فاقد الذاكرة "يجب التصدي لهم "وكانت حالة دفع الاعتداء تمثل أيقونة استرجاع الذاكرة. وقال أبو طالب عن جيش ابرهة الحبشي قولته المشهورة "للكعبة رب يحميها".
ونحن ماذا نقول للقدس والمقدسات هل فقدنا الذاكرة ..... ام اننا نعيش حالة الفرقة والاختلاف والتنازع والتآمر الذي أفقدنا الذاكرة .... ام ان القصة هي الوهن الذي اصابنا (حب الدنيا وكراهية الموت).


 نقف خلف جلالة الملك المفدى وبما يمثله من شرعية هاشمية تاريخية ودينية, واستكمالا لمسيرة الهاشميين الأذهان في تقديم الدعم لأهل القدس والمقدسات وهم ايقونة الصمود والتضحية, فهذه الهمم العالية, واصحاب الخطوات الواثقة –مسلمون ومسيحيون – هم حراس واهل للحق, ونؤكد  ان الرعاية الهاشمية للمقدسات امانة ورسالة حملها الهاشميون عبر عقود من الزمان، ولن يتخلوا عن هذا الدور المقدس مهما حصل، وسيبقون على عهدهم ووعدهم في رعاية المقدسات الاسلامية والمسيحية كواجب تاريخي وهاشمي وديني سيكتبه تاريخ المنطقة والعالم بحروف من نور.

أعود وأشدد... هذا مسجدنا وهذا مسرى رسول الله، بوابة الارض للسماء لن يغير هذه الحقيقة لا احتلال ولا حصار وسيبقى المسجد معلما مقدسا لنا شاء من شاء وابى من ابى.