يقولون في الامثال «ان اثنين قالولك راسك مش عليك حسس عليها» و«ان قالو راسك فين حسس عليها» و«ان قالوا صوابعك كام، عدهم.
فإذا كانت الاصابع والرأس ثوابت لا نقاش فيهما عند الاحياء الذين يتنفسون وهم على يقين بوجودهما الا اننا قد نشك بوجودهما.
فكيف لنا ولحالنا والجميع سواء في الداخل او الخارج يدعوننا ال ضرورة الاصلاح لنواجه تحدياتنا الخارجية ونتجنب ازماتنا الداخلية.
ان وصفتنا معروفة وعلاجها موجود لا يحتاج إلى بحث او سؤال «البيضة والدجاجة» من جاء قبل الاخر وكيف ومتى نبدأ؟
لان المماطلة لا تخدم احدا، بعد ان شاهدنا وسمعنا كيف تناولت وتعاملت الصحف الخارجية مع ازمتنا التي مررنا بها في الاسابيع الماضية، لنصل الى قناعة وحقيقة مؤكدة انه لا بديل عن الاصلاح ولا طريق امامنا للنجاة بدونه، شريطة ان يكون حقيقيا وجادا تقوده الرغبة الأكيدة والقناعة المطلقة من الجميع بانه طريقنا ومسلكنا الوحيد الى مبتغانا بالمحافظة على الدولة واستقرارها بجميع مكوناتها بما يحفظ بقاءها امنة مستقرة قوية في وجه كل التحديات.
ان السلاح الوحيد الذي يهزم كل هذا العبث والاشاعات التي اصبحت تطال كل شيء في بلدي هو العدالة والمساوة ومحاربة الفساد والمفسدين.
ان قوتنا في هيبة القوانين وتطبيقها على الجميع، وبمؤسسات راسخة يقودها شخصيات وطنية مشهود لهم بالخبرة والكفاءة الحريصة على مقدرات الوطن دون حقائب جاهزة للسفر.
وهذا يأتي عبر العدالة وتكافؤ الفرص بعيدا عن المحسوبية والشللية.
اننا جميعا شركاء بهذا الوطن ونحرص على رفعته وتقدمه والنهوض به لكن الانشاء والكلام لا يكفي ولا يقدمان شيئا، فقد حان وقت العمل والتطبيق دون مماطلة او تاخير، لان الوقت يضيق، وليس بمصلحة الجميع، لنفوت الفرصة على أصحاب الاجندات الساعين الى اضعاف الدولة ومؤسساتها لتحقيق اهداف ورغبات ومواقف سياسية تخدم مصالحهم فقط.
وعلينا ان نخرج من دائرة المراهنة والتردد ومغادرة الانتظار والصمت نحو إجراءات وقرارات تلملم توافقنا وتلامس واقعنا وتحقق مطالبنا.
وبغير ذلك سيدركنا الوقت ويمر القطار من امام أعيننا ولن نستطع اللحاق به، لانه لن ينتظرنا بعد ان استنفدنا جميع فرصنا.