الى جانب من حديث الوزير أيمن الصفدي، حول الحدث (الأمني) الذي وصفه بأنه يهدف الى زعزعة أمن الأردن واستقراره السياسي، والذي ذكر فيه بأن الجهات الأمنية اعتقلت ?? شخصا على خلفيته، وكان حديث الوزير مقتضبا، على شكل نفهمه بأن القضية قيد التحقيق، ولم تكتمل بعد، وهذا يعني أننا سنتوقع المزيد حولها في الأيام القادمة..
الكلام كثير، والإشاعات كذلك، والاستنتاجات التي تحلق وتدور من حولنا، تتجاوزنا كسهام طائشة، يقذفها قاذفوها على غير هدى، ولا تعرف عنوانا بعينه يقصده المتحدث او المحلل المحلق، وأتمنى لو أتمكن من اقناع كثيرين بأن يريحوا أنفسهم من عناء حمل البلد على أكتافهم، فهذا البلد أمين، ونظامه في أحسن تكوين، ثابت راسخ، يطوي بكل ثقة مئويته الأولى، وقد اعتاد وجود غيوم من السهام الطائشة في سمائه وخبزه ومائه وهوائه.. ومهما حاول (أسفل السافلين) فإن هذا البلد أمين.
التهمة حتى اليوم هي مقدمات لمحاولة زعزعة الأمن، وهذا ما يتوارد على ألسنة المتحدثين اللبقين، لكن التهمة الحقيقية القانونية هي التي سيقولها القضاء حين يكتمل ملف التحقيقات وتتم إحالته الى المحكمة المختصة، وهي في هذه الحالة محكمة أمن الدولة، سيما وأن (جهات خارجية) مصطلح ورد على لسان نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية أيمن الصفدي، في معرض سرده للبيان الحكومي التوضيحي، حول الإجراءات التي اتخذتها الجهات الأمنية المختصة خلال الأيام التي سبقت ساعة تلاوة البيان، وقد ورد على لسان الوزير أن تلك الجهات كانت قد رفعت تقريرها لجلالة الملك، الذي آثر كعادته، أن يحصر الأمر في البيت الأردني الهاشمي، دون قسوة ولا استعراض، إنما حفظا للأمن والاستقرار وترك الجهات المسؤولة تقوم بعملها.
هذه الزوبعة ليست في الفنجان الأردني، بل وقعت بعيدا عن حوافّه، ولن تقدم أو تؤخر شيئا في مسيرة دولة قانون ومؤسسات، ولا يمكن أن تفقد أجهزتها الأمنية والدفاعية رصانتها وحكمتها، أثناء مواجهتها لمحاولة بائسة من محاولات زعزعة أمن (جبل ما هزته الريح يوما) ولن تتمكن مهما عصفت، فهي لن تعصف إلا بالذين يثيرونها.
شخصيا، أعتبر أن هذه القضية صغيرة، والمحاولة بائسة، ولن تؤثر على الأردن، بل ستمدّه بمزيد من وحدة والتفاف حول دولته ومؤسساتها وسلطاتها، وحول قيادته، وهذا ما شهدناه منذ ساعة نشر الخبر عبر وكالة الأنباء الأردنية الرسمية أمس الأول، حيث راقبنا حجم التأييد الخارجي للأردن ولجلالة الملك، ووردتني عشرات الرسائل والأخبار، التي عبرت فيها جهات أردنية شعبية ونخبوية واجتماعية عن جهوزيتها لدرء أي خطر يهدد أمننا واستقرارنا، فهما رصيدنا الوجودي المقدّس.
لا خوف على الأردنيين ولا هم يحزنون، ولا يمكن لحادثة فاشلة عابرة أن تثنينا عن التصدي لما يواجهنا من تحديات أخرى، دوامها هو الذي يجب أن نقلق منه، وليس من السهام الطائشة التي ترتد على مطلقيها كل مرة.