حين نذكر اسم الدكتور بلال خلف السكارنة يتبادر إلى الذهن نموذج فريد من الرجال الذين جمعوا بين التميز العلمي والإنساني والوطني. فهو ليس مجرد أستاذ جامعي بارز وعميد كلية الأعمال في جامعة الإسراء، بل هو إنسان قريب من القلوب، ودود، متواضع، يشارك أهله وأقاربه وأصدقاءه ومعارفه أفراحهم وأتراحهم، حاضر بابتسامته وطيب معشره، فيبقى أثره في النفوس قبل أن يسجل في المناصب والسجلات الأكاديمية.
نشأ ابا عمر، على قيم الانتماء والولاء، فكان منذ بداياته أحد أبناء الأجهزة الأمنية، وما زال يفتخر بأنه تشرب من تلك المدرسة أسمى معاني الانضباط والشجاعة والالتزام. يعشق وطنه الأردن حباً لا يضاهيه عشق، ويعتز بالقيادة الهاشمية التي يراها نبراساً للأمة، ويكن محبة خاصة للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية، رفاق البدايات وأعمدة الحماية والعزة.
أما في ميدان العلم، فقد كرس حياته للتعليم والبحث، متنقلاً بين قاعات المحاضرات والبحوث الأكاديمية والأنشطة الطلابية، وصولاً إلى عمادة شؤون الطلبة ثم عمادة كلية الأعمال بجامعة الإسراء. عرفه طلابه قدوة في الجد والاجتهاد، كما عرفوه صديقاً قريباً منهم، يساندهم ويشاركهم تطلعاتهم، ويغرس في نفوسهم الثقة والأمل.
لم يتوقف عطاؤه عند حدود الجامعة، بل امتد إلى المجتمع الأوسع، فكان حاضراً في المبادرات والأنشطة المجتمعية، باحثاً في قضايا الإدارة والتنمية والقيادة
الدكتور بلال السكارنه، مؤمن بأن العلم رسالة لا بد أن تثمر في خدمة الناس والوطن. ألف كتباً في المهارات الإدارية والفساد الإداري، وشارك في ندوات ومؤتمرات تناولت تحديات العصر الرقمي وإدارة الأزمات، ليؤكد أن دوره يتجاوز حدود التدريس إلى بناء الفكر المسؤول القادر على صناعة التغيير.
لكن الأجمل في شخصية الدكتور بلال أنه بقي على بساطته الأولى، لا تغره المناصب ولا الألقاب. إنسان لطيف، كريم النفس، يقف مع الناس في أفراحهم ليشاركهم البهجة، وفي أحزانهم ليخفف عنهم ثقل الهم.
عرفه الجميع بدماثة خلقه ورقة تعامله، حتى صار حديث مجالس الأقارب والأصدقاء: "بلال السكارنة الرجل الذي لا يتغير، مهما علت مراتبه، يبقى ابن الوطن والناس ورفيقهم.
وهكذا، فإن مسيرة الدكتور بلال خلف السكارنة ليست فقط سيرة أكاديمي ناجح، بل هي حكاية رجل آمن أن العلم لا يكتمل إلا بالإنسانية، وأن حب الوطن والولاء للقيادة الهاشمية والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية يظل وساماً على صدر كل مخلص.
إنه نموذج يحتذى، يجمع بين قوة العقل ونقاء القلب، بين قيادة العلم ودفء العلاقات الإنسانية، وبين الانتماء للوطن والوفاء للناس.