بل هي حملة معدة سلفا وموجهة بدقة. في المحصلة فإن صورة الأردن أكثر صلابة من أن تشوهها عين ضريرة مثقلة بأجندات خطيرة، لم تبصر المساعدات وحدقت فقط صوب جيب الممول. ولعل بعض الصحف هذه الأيام تبدأ خبرها بسحابة غبار وتنتهيه بتوقيع مصدر مطلع. فما في التقرير المشبوه لم يكن صحافة بل غبارا معلبا نثر على وجه الحقيقة، والأردن الذي لا يزايد في المواقف يعرف أن الصمت أحيانا أبلغ من كل بيان. ما اعتاد الأردني أن يشتري الذمم لكنه دائما يدفع الثمن عن الجميع. ادخل مقهى في عمان، راقب الطاولة عند الحساب وستفهم، فالكرم هنا ليس عادة بل عقيدة، لا فرق فيها بين الفاتورة السياسية أو فاتورة الشاي. وإن كان هذا حال "المنصات الإعلامية المستقلة" فليبارك الله في المنصات الإعلامية الرسمية، على الأقل نعرف من يكتب فيها.