منذ أن تولى الكابتن جمال سلامي قيادة المنتخب الأردني خلفًا للمدرب حسين عموتة دخل في مرحلة دقيقة وحاسمة، كانت تتطلب الكثير من الحكمة والعمل الجاد.
لم يتأخر سلامي في التحرك، إذ قاد معسكرًا تدريبيًا في تركيا وبدأ في بناء منظومة فنية جديدة، تضمنت اكتشاف مواهب أردنية شابة تستحق الفرصة.
كانت البداية الفعلية أمام المنتخب الكويتي على أرضية استاد عمان الدولي ورغم الأداء المتواضع – وهو أمر طبيعي في بداية مشوار أي مدرب – إلا أن الأمور تعقدت مبكرًا بإصابة النجم موسى التعمري لكن سرعان ما تجاوز المنتخب هذه المرحلة، فحقق فوزًا مهمًا على المنتخب الفلسطيني في ماليزيا، قبل أن يعود إلى عمان ويواجه مجددًا غياب التعمري.
ولم تتوقف المصاعب، إذ تعرض المهاجم يزن النعيمات للإصابة قبل المواجهة المرتقبة أمام كوريا الجنوبية، والتي انتهت بخسارة وانتقادات حادة للأداء إلا أن جمال سلامي، المعروف بأخلاقه العالية وتواضعه، اعتذر للإعلام والجماهير، في موقف يدل على الشجاعة والمسؤولية.
عاد النشامى بقوة، وحققوا فوزًا ساحقًا على منتخب عمان برباعية نظيفة، أعاد الأمل بقوة في المنافسة على بطاقة التأهل ثم توجه المنتخب إلى مدينة البصرة العراقية، حيث خاض واحدة من أصعب المباريات أمام 65 ألف متفرج في ملعب "كراج حويذر”، ونجح في اقتناص نقطة ثمينة من قلب الضغط الجماهيري العنيف.
لكن سلسلة الإصابات استمرت، فغاب علي علوان – أفضل لاعب في مباراة العراق – قبل مواجهة الكويت، ثم أُصيب الحارس يزيد أبو ليلى خلال المباراة، مما أدى إلى التعادل الذي أبقى النشامى في المركز الثالث، وفتح باب الحديث عن دخول الملحق.
رغم ذلك، خرج موسى التعمري ليؤكد أن الأمل ما زال قائمًا، وسانده الكابتن سلامي بتأكيده للجماهير أن القادم أفضل وبعد فترة من إعادة ترتيب الأوراق، عاد المنتخب ليواجه فلسطين من جديد في مباراة لم تكن الأقوى فنيًا، لكنها كانت الأهم معنويًا، ونجح النشامى في الفوز والعودة إلى مركز الوصافة.
ثم جاءت المواجهة الحاسمة أمام كوريا الجنوبية، وسط غيابات بارزة في صفوف النشامى، أبرزها علي علوان ونور الروابدة. لكن، وبخطة محكمة من "الجنرال”، عاد المنتخب من كوريا بنقطة ثمينة بعد تعادل صعب، أعاد الطموح من جديد، وسط دعم جماهيري واسع واهتمام من أعلى المستويات، وعلى رأسهم سمو ولي العهد.
اليوم، يقف سلامي أمام منعطف تاريخي: آخر جولتين من التصفيات، ولا بديل فيهما عن الفوز، خصوصًا في المواجهة المصيرية أمام عُمان في حال تعثر العراق، سيكون التأهل المباشر هو الإنجاز الأكبر في تاريخ الكرة الأردنية.
الجنرال جمال سلامي لا يبحث الآن عن حسابات، بل عن كتابة التاريخ، وتأكيد أن النشامى، رغم كل التحديات، قادرون على أن يكونوا الرقم الصعب عربيًا وآسيويًا.