تشهد الساحة السياسية الأردنية، وتحديداً في أوساط الأحزاب، حراكاً مكثفاً وغير مسبوق يعكس حالة من إعادة التموضع والتنظيم استعداداً لمرحلة قادمة يُتوقع أن تحمل في طياتها تحولات ملموسة. وتجري حالياً في كواليس الأحزاب "مفاوضات ماراثونية" على مستويات مختلفة، تتجاوز النقاشات التقليدية لترسم ملامح الخارطة الحزبية المستقبلية.
وتتحدث التسريبات المتداولة بقوة عن قرب "توزيع" مقاعد نيابية خلال الأيام القادمة، في سياق إجراءات لم تتضح تفاصيلها بعد بشكل كامل، لكنها تشير إلى إمكانية فتح الباب أمام وجوه حزبية جديدة أو إعادة ترتيب لأوراق التمثيل السياسي داخل المؤسسة التشريعية. هذه الخطوة المرتقبة تزيد من وتيرة الحراك الداخلي في الأحزاب، حيث تسعى القيادات، وعلى رأسها الأمناء العامون، لتعزيز مواقعها وتأمين حضورها في أي ترتيبات قادمة.
وفي موازاة ذلك، تشير التوقعات إلى احتمال حدوث "تغييرات جذرية" في هيكلة بعض الأحزاب على مستوى المواقع القيادية. هذه التغييرات، التي يُشاع أنها قيد البحث والنقاش العميق، قد تطال الأمانات العامة أو المكاتب التنفيذية أو حتى الهياكل التنظيمية الداخلية، بهدف ضخ دماء جديدة أو توحيد الصفوف أو تبني استراتيجيات جديدة تتناسب مع التحديات والفرص المرتقبة.
لا يقتصر هذا الحراك على حزب بعينه، بل يمتد ليشمل "أحزاباً عدة"، تتباين في توجهاتها وأحجامها، لكنها جميعاً تجد نفسها مدفوعة بإيقاع التحولات السياسية القادمة. وتتركز "المفاوضات الماراثونية" الجارية على بناء التحالفات، دمج الكيانات الحزبية، تحديد قوائم المرشحين المحتملين للانتخابات القادمة (سواء كانت مبكرة أو في موعدها)، وتوزيع الأدوار والمواقع ضمن أي تفاهمات تتم.
ويبدو أن الأمناء العامين في مختلف الأحزاب يلعبون دوراً محورياً في هذه التحركات، حيث يقودون دفة المفاوضات داخلياً وخارجياً، محاولين قراءة المشهد السياسي المستقبلي وتأمين أفضل وضع ممكن لأحزابهم وأنفسهم في هذه المرحلة الضبابية نسبياً.
يبقى الترقب سيد الموقف في انتظار ما ستسفر عنه هذه التحركات والاجراءات المرتقبة، والتي قد تعيد تشكيل المشهد الحزبي والبرلماني في الأردن خلال الفترة القادمة.