في الوقت الذي تئن فيه غزة تحت نيران العدوان، وتُذبح طفولتها في وضح النهار، لا مجال للحياد ولا للمساومة. لكن في زحمة الغضب والحزن، يظهر من يحاول توجيه البوصلة لمصالحه، يركب موجة الألم، ويزرع بذور الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.
إلى من يروّجون للإضرابات وإغلاق المحال… نقولها بوضوح:
لا تجعلوا من الألم الفلسطيني طريقاً للفوضى الأردنية.
العدو لا يتألم من إغلاقكم لساعتين… لكنه يرتعد حين يرى طائراتنا تخترق الحصار، تحمل الغذاء والدواء، وتقلب خططه في تجويع الأطفال.
العدو لا يُهزم بالشعارات، بل بالفعل… والموقف… والكرامة.
منذ اليوم الأول، كان الأردن في الصف الأول.
الهيئة الخيرية الهاشمية سبقت الجميع.
الجيش العربي كسر الحصار لا بالكلام، بل بالهبوط وسط النيران.
الملك عبدالله الثاني بنفسه حمل المساعدات، وأمر بإنزالها داخل غزة، متحديًا القصف والدمار، مؤمنًا أن من لا يملك موقفًا لا يستحق أن يكون في الواجهة.
فلا تنساقوا خلف من يحاول أن يحوّل وجع فلسطين إلى أداة تخريب داخلي.
لا تعطوا فرصة للمرتزقة الذين يندسّون بيننا، يهتفون لا من أجل غزة، بل ضد أمن بلدكم، وضد نسيجكم، وضد وحدتكم.
إذا أردت أن تساهم…
افتح محلك، وخصص جزءًا من أرباحك لغزة.
اجمع التبرعات، أرسل الدواء، وفرّ الطعام.
قف مع غزة بفعل يبني، لا بهتاف يهدم.
غزة بحاجة إلى صوت الحق، لا صدى الفوضى.
والأردن، كان وما زال، الرقم الأصعب في معادلة الدعم… والأمل