آراء و مقالات
صوت عمان :
كتب عبدالرحمن خلدون شديفات
في لحظة فارقة تجلت فيها حكمة القيادة ورسوخ المبادئ، استمعنا بقلوب مفتوحة وآذان صاغية إلى خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني، القائد الملهم الذي يقود مسيرتنا بثبات وعزم. لم يكن مجرد خطاب، بل كان عهدًا جديدًا يجدد الولاء والانتماء، ويؤكد على الثوابت الوطنية التي ننتمي إليها بكل فخر واعتزاز. شخصيًا، كأردني يعشق تراب هذا الوطن ويؤمن بقيادته الهاشمية، شعرتُ بنشوة الفخر تغمرني وأنا أستمع إلى كل كلمة، كل عبارة، وكل إشارة تحمل في طياتها معاني العزة والكرامة والشموخ الأردني.
"ليش أغير موقفي الثابت بعد 25 عاما؟" هذا السؤال المدوي، الذي انطلق من قلب قائد عربي أصيل، لم يكن مجرد استفهام، بل كان إعلانًا واضحًا للعالم أجمع بأن الأردن بقيادته الهاشمية هو حصن منيع للمبادئ والقيم. تلك المبادئ التي نشأنا عليها وترعرعنا في كنفها، والتي تتجسد في "اللاءات الثلاث" الخالدة التي تحمي هويتنا وتحافظ على حقوقنا. لا للتوطين، لا للوطن البديل، ولا للتنازل عن القدس. هذه ليست مجرد شعارات، بل هي جوهر وجودنا، هي الحمض النووي لهويتنا الأردنية التي لن نحيد عنها قيد أنملة. شخصيًا، أشعر بالاطمئنان العميق وأنا أرى قيادتنا متمسكة بهذه الثوابت، مدافعًا عنها في كل محفل، ومؤكدة عليها في كل مناسبة.
وحين صدح صوت جلالته قائلًا "باخذ القوة من شعبي"، اهتزت قلوبنا فخرًا وعزة. هذه هي العلاقة الأصيلة بين القائد وشعبه، علاقة مبنية على الثقة المتبادلة والاحترام العميق. نعم يا سيدي، نحن شعبك، نحن قوتك، نحن السند والعون. نحن الذين نلتف حولك في السراء والضراء، نؤمن برؤيتك، ونسير خلف قيادتك نحو مستقبل مشرق. هذا التأكيد على دور الشعب ليس مجرد كلمات عابرة، بل هو ترجمة حقيقية للديمقراطية الحقة التي نؤمن بها، والتي تجعل من الشعب مصدر السلطات، وشريكًا أصيلًا في بناء الوطن ونهضته. شخصيًا، أشعر بالفخر لأني أنتمي إلى هذا الشعب العظيم، الذي يقف صفًا واحدًا خلف قيادته، يدافع عن وطنه، ويساهم في بنائه وازدهاره.
ولم يتردد جلالة الملك في كشف الحقائق وتسمية الأمور بمسمياتها، حين أشار بوضوح إلى "المغرضين" الذين يحاولون العبث بأمن الوطن واستقراره، والذين يتلقون "توجيه لابل اوامر من الخارج". هذه الصراحة المعهودة من جلالته هي دليل على حرصه على كشف الحقائق أمام شعبه، وتنبيهه إلى المخاطر التي تحدق بالوطن. نعم، هناك من يحاولون النيل من وحدتنا وتماسكنا، ولكن هيهات لهم! فالأردن عصي على الاختراق، وشعبه واعي ومدرك للمؤامرات التي تحاك ضده. شخصيًا، أشعر بالغضب والاستياء من هؤلاء "المغرضين" الذين يبيعون ضمائرهم وأوطانهم مقابل حفنة من المال أو وعود زائفة. ولكن في الوقت نفسه، أشعر بالثقة في قدرة الأردن على دحر هذه المحاولات الخبيثة بفضل وعي شعبه وصلابة قيادته.
وحين توجه جلالته بكلماته الصادقة إلى جيشنا العربي المصطفوي، قائلاً "انا باخذ القوة من رفاق السلاح اللي جاهزين يلبسوا الفوتيك"، ارتفعت رؤوسنا شامخة، وازداد فخرنا بجيشنا الباسل. هذا الجيش الذي هو سياج الوطن وحامي حدوده، والذي نذر نفسه للدفاع عن تراب الأردن وعزته. هؤلاء هم "رفاق السلاح" لجلالة الملك، هم الأبطال الذين يستحقون منا كل التحية والتقدير. شخصيًا، أشعر بالامتنان العميق لجيشنا العربي، الذي يسهر على أمننا وراحتنا، ويحمي مكتسباتنا الوطنية. هذا الجيش هو فخر الأردن وعزه، وهو الدرع الواقي الذي يحمينا من كل المخاطر والتحديات.
وفي ختام خطابه، حين عبر جلالته عن تفاؤله بمستقبل الأردن، مستندًا إلى إيمانه بأن "ربنا بحب البلد"، شعرتُ بالأمل يتدفق في عروقي. نعم، ربنا يحب هذا البلد، ويبارك جهود قيادته وشعبه. الأردن سيبقى منارة تضيء الدرب للأجيال القادمة، وسيبقى واحة أمن واستقرار في محيط مضطرب. صحيح أن هناك من "مابدهم يفهموا او مش قادرين يفهموا"، ولكن الأغلبية الصامتة من الشعب الأردني تقف صفًا واحدًا خلف قيادتها، مؤمنة برؤيتها، ومتمسكة بثوابتها. شخصيًا، أؤمن بأن الأردن قادر على تجاوز كل التحديات، وتحقيق المزيد من التقدم والازدهار بفضل الله، ثم بفضل قيادتنا الحكيمة وشعبنا الوفي.
خطاب جلالة الملك لم يكن مجرد كلمات، بل كان وثيقة وطنية تعيد تعريف هويتنا الأردنية، وتعزز انتمائنا وولائنا لهذا الوطن وقيادته. لقد كان خطابًا صادقًا، واضحًا، ومباشرًا، لامس قلوبنا وأرواحنا، وزادنا فخرًا واعتزازًا بأردنيتنا. نحن معك يا سيدي، نبايعك على السمع والطاعة، ونسير خلف قيادتك نحو مستقبل مشرق، مستقبل يليق بالأردن وشعبه العظيم. عاش الأردن، وعاش مليكنا المفدى.
اقرأ أيضا
-
ما بعد لقاء ترامب2025-02-13 -
الأردنيون يسطرون مشهدا تاريخيا لا يُنسى2025-02-13
تصميم و تطوير 