"الرد العربي سيكون موحدًا ضد التهجير، وسأفعل الأفضل لبلادي" بهذه الكلمات الحاسمة والواضحة، لخص جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين موقف الأردن الثابت والراسخ ضد التهجير القسري، ليؤكد للعالم أجمع أن الموقف العربي الموحد لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج جهود مضنية وجولات مكوكية قادها جلالته في أصعب الظروف.
لم يغب عن بال جلالة الملك التحديات الاقتصادية التي تواجهها المنطقة والعالم، إلا أن القضية الفلسطينية وقضايا الأمة العربية كانت ولا تزال على رأس أولوياته. ففي الوقت الذي تعاني فيه العديد من الدول من أزمات اقتصادية متلاحقة، لم يتوانَ جلالته عن القيام بسلسلة من اللقاءات والاتصالات المكثفة مع القادة والزعماء العرب والدوليين، بهدف تنسيق المواقف وتوحيد الصفوف في وجه محاولات التهجير التي تستهدف الأراضي الفلسطينية وغيرها من المناطق العربية.
يأتي موقف جلالة الملك هذا ليؤكد على أن الأردن، بقيادته الهاشمية الحكيمة، يدرك تمام الإدراك خطورة مخططات التهجير وتداعياتها الكارثية على المنطقة بأسرها. فالتهجير ليس مجرد قضية إنسانية، بل هو تهديد وجودي للأمن القومي العربي، ومساس مباشر بالهوية العربية والجذور التاريخية للشعوب.
المراقبون السياسيون يرون في تحركات جلالة الملك المكوكية رسالة قوية وواضحة للعالم، مفادها أن الأمة العربية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام محاولات تغيير الواقع الديموغرافي للمنطقة بالقوة والقهر. فجولات الملك لم تقتصر على العواصم العربية فحسب، بل امتدت لتشمل قوى دولية مؤثرة، بهدف حشد الدعم الدولي للموقف العربي الرافض للتهجير، وفضح المخططات التي تسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية وتكريس الاحتلال.
مصادر مقربة من الديوان الملكي الهاشمي أكدت أن جلالة الملك يولي هذا الملف اهتمامًا شخصيًا بالغًا، ويعتبره قضية مبدأ لا يمكن التنازل عنها أو المساومة عليها. فالتهجير، بالنسبة لجلالته، خط أحمر لا يمكن تجاوزه، ومسؤولية تاريخية تقع على عاتق القادة العرب في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ المنطقة.
على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الأردن، إلا أن جلالة الملك لم يتردد لحظة في تخصيص الوقت والجهد الدبلوماسي اللازمين لقيادة هذا الملف الحساس. وهذا يعكس إيمان جلالته العميق بأن الأمن القومي العربي ووحدة الصف العربي هما صمام الأمان في مواجهة التحديات والمخاطر المحدقة بالمنطقة.
إن موقف جلالة الملك عبدالله الثاني الواضح والصريح ضد التهجير، والذي جاء مدعومًا بجولات مكوكية مكثفة، يمثل صوتاً قوياً للعرب جميعاً. وهو دليل قاطع على أن الأردن، بقيادة جلالته، سيظل دائمًا في طليعة المدافعين عن القضايا العربية العادلة، وسيبذل قصارى جهده لحماية مصالح أمته والحفاظ على هويتها. وتبقى كلمات جلالته "سأفعل الأفضل لبلادي" عهدًا ووثيقة عمل، ترسم ملامح المرحلة القادمة من الدبلوماسية الأردنية والعربية في مواجهة تحديات التهجير ومخططاته.