والله ما ضاق الاردن يوماً بضيفه، ولكن مجريات السياسة والخوف على إفراغ فلسطين دفع الاردنيين بقيادة الملك الحكيم لاتخاذ قرار منع التهجير للاردن تحت اي ذريعة كانت، وهذا بحد ذاته جهادٌ، يقتضينا ان نقف خلف الملك صفاً واحداً لا فراغ فيه.
واسمحوا لي ان اقول في هذا المقام لسيد البلاد، قسماً بمن اولاك نعمة المسؤولية، فحرقت نفسك لنعيش وتلقيت المصاعب تلو المصاعب لكي تنجو بالاردن بسلام وأمان، ولذلك نقول لك، والله لن يقبل الشعب الاردني ان يشرب غيرك بفنجانك، لاننا سنكسره، تعبيراً عن حبنا وتعلقنا بك قائداً وزعيما، والتاريخ شاهد على اجداد وآباء لنا مضوا بطريق الكرامة ولكنهم ما بدلوا تبديلا.
فيا سيد البلاد، نعلم بأن طريقك في واشنطن مليء بالاشواك والتحديات، ولكننا نستمد عزيمتنا منك يا زعيم الجيش، وشيخ القبيلة والعشيرة، وننتظر منكم عبارة الفارس الاردني الشهيرة، وينكم يا النشامى، فمن استعان بالله وقدرته ألان له الحديد رغم قوته وقسوته.
يا سيد البلاد، نعلم كأردنيين، بأن المستقبل بيد الله، وليس بيد أميركا وغيرها، ولكن ما يهمنا في هذا الزمن الصعب ان تبقى يا عبدالله مرفوع القامة والهامة حتى لو جعنا، لاننا بحاجة إليك كهوية وطنية لنا.
واقسم لكم أيها الاردنيون بأنه لا توجد قوة في الدنيا تستطيع لي ذراع الاردن بقيادته الهاشمية المظفرة، ولا يستطيع احد ان يتحرش بنا، لانه يعلم بأن الاردن لا طوائف فيه، ولا خلافات للملك مع شعبه، وان الجيش والمخابرات والأمن والعشائر والقبائل والمخيمات الاردنية عصية على الاختراق وتلتف حول الملك كاسوارة بالمعصم.
من يؤمن بوجود الله ويثق بقدرته على نصرة الحق، عليه أن يثق بأن زيارة الملك لمقابلة ترامب يوم الثلاثاء العظيم ستكون معركة اردنية خالصة سينتصر بها الملك للاردن، ويعود لنا مرفوع الهامة يمشي.
وفي الختام دعوني اذكر نتنياهو يوم قال بتاريخ ١٩٩٩/٢/٧ يوم وفاة الحسين طيب الله ثراه لقد مات من كنت اخشاه، فعليك ان تعلم يا نتنياهو بأن عبدالله قد ماثل أباه.
معذرة يا سيدي قد اتعبناك، فمن حقك علينا اليوم كأردنيين نقهويك من دلة العز فنجانا، فسلام عليك يا عبدالله الثاني، يا صوتنا الهادر وشرفنا المصان، وبعون الله سنراك دائماً فوق كتف المجد متكئاً.