بالأمس، قال الأردنيون كلمتهم، وعبروا بكل ما تعنيه الأردنية من معانٍ وشموخ وعزة نفس. ها هم أحرار العرب ينتفضون في وجه ترمب وشريكه الشيطان الأكبر، نتنياهو، الذي سبق زيارة جلالة الملك للبيت الأبيض بزيارته ليضع السم في الدسم، ويلعب دور الحمل الوديع الذي يدافع عن وجوده في محيط عربي يسعى للخلاص من دولته التي بنيت على الإجرام منذ نشأتها، كما يدّعي. أما الدول العظمى التي لا حول لها إلا أن تنصاع لطلباته، ودعمه بالمال والعتاب والصمت الجبان، أمام ضغط اللوبي الصهيوني العنصري الذي يجيد اللعبة وأسس لها قبل وعد بلفور المشؤوم، حيث كان العرب في غفلة ملتهين بالخلاص من الدولة العثمانية، وغُرِّر بهم بوعود بريطانية تمنحهم السيادة الكاملة على أراضيهم أو تركة الدولة العثمانية، إذا جاز التعبير.
إنّ الأردنيين اليوم بوحدتهم الفطرية، إذ يلتفون حول القيادة الهاشمية مشكلين درعاً حصيناً وسداً منيعاً أمام غطرسة الرئيس ترمب القادم إلى ولاية ثانية متشبّعًا بالانتقام وحب العظمة، ويؤيدون مواقف جلالة الملك عبدالله الحكيمة التي ورثها عن الآباء والأجداد، والإرث الهاشمي بالمحافظة على الأراضي العربية الفلسطينية وعدم التفريط بها تحت أي ضغط أو تهديد مباشر أو مبطن، والحرص أيضًا على حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق بنيل سيادته الكاملة على أراضيه.
إننا اليوم في أمسّ الحاجة إلى تقوية الجبهة الداخلية وتفويت الفرص على كل من تسول له نفسه بضرب الوحدة الوطنية والتشكيك بالقيادة الهاشمية وشرعيتها. كما أننا نوجه رسالة إلى العدو الغاشم ومحور الشر، أمريكا والدول التي تنصاع لأمرها، بأن الأردن بقيادته الهاشمية وجيشه العربي وأجهزته الأمنية وشعبه الوفي عصي على كل غادر، متشبثين بالأرض وبالسيادة الشرعية على كافة أراضيه، رافضين التهجير ومشروع الوطن البديل. نموت ونحيا على حب الوطن وقيادته الحكيمة. عاشت فلسطين عربية حرة أبية.