أفاد المنتدى الاقتصادي الأردني بأن البيانات الأخيرة تشير إلى وجود تحسن ملحوظ في معدلات البطالة وفرص العمل المستحدثة في البلاد، مما يعكس قدرة الاقتصاد الأردني على تحقيق أهداف برامج الإصلاح الاقتصادي. حيث يهدف المنتدى إلى خلق 100 ألف فرصة عمل سنوياً خلال العقد المقبل.
وأوضح المنتدى في ورقة بحثية أن هذا التقدم يمثل خطوة أساسية نحو تحقيق نمو اقتصادي مستدام وشامل، مشيراً إلى أن النتائج تعكس مرونة الاقتصاد الأردني في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، بما في ذلك الاضطرابات الاقتصادية العالمية والتقلبات السياسية في المنطقة.
كما أشار المنتدى إلى أن معدلات البطالة بدأت في الانخفاض منذ إطلاق رؤية التحديث الاقتصادي، حيث تراجعت نسبة البطالة من 24.1% في عام 2021 إلى 22% في عام 2023.
هذا التطور يعكس التزام الأردن بتعزيز اقتصاده وتوفير فرص العمل، ويُعتبر مؤشراً إيجابياً على المستقبل الاقتصادي للبلاد .
وفي هذا السياق، أوضح المنتدى أن نتائج آخر مسح لفرص العمل المستحدثة الصادر عن دائرة الإحصاءات العامة أظهرت أن صافي فرص العمل التي تم استحداثها في سوق العمل الأردني بلغ حوالي 95,342 فرصة في العام 2023، وهو ما يعادل 95% من الهدف السنوي المحدد في رؤية التحديث الاقتصادي.
وأضاف المنتدى أن هذا الرقم يمثل زيادة ملحوظة مقارنة بالمتوسط السنوي لفرص العمل المستحدثة خلال السنوات الخمس الماضية.
كما بيّن المنتدى أن فرص العمل توزعت بين الذكور والإناث بنسبة 69% للذكور (65,595 وظيفة) و31% للإناث (29,748 وظيفة).
وأكد المنتدى أن النسبة الأكبر من فرص العمل المستحدثة في عام 2023 كانت في القطاع الخاص، حيث بلغت 70.7% من إجمالي الفرص، مما يعكس دور القطاع الخاص كقاطرة للنمو الاقتصادي والتشغيل
في المقابل، شدد المنتدى على أن القطاع العام لا يزال يؤدي دوراً مهماً في التوظيف، إذ استحوذ على 28% من فرص العمل المستحدثة، لكن التركيز الأساسي يبقى على القطاع الخاص لتحقيق الأهداف طويلة الأمد لرؤية التحديث الاقتصادي.
ونوه المنتدى إلى أن غالبية الوظائف المستحدثة في عام 2023 ذهبت لصالح القوى العاملة الأردنية بنسبة 87.6% من إجمالي الفرص، بينما حصلت العمالة من الجنسيات العربية غير الأردنية على 7.3%، وحصلت الجنسيات غير العربية على 5،1%.
وبين المنتدى أن توزيع فرص العمل المستحدثة بحسب النشاط الاقتصادي أظهر أن قطاع الإدارة العامة استحوذ على النسبة الأكبر من الفرص بنسبة 16%، تلاه قطاع تجارة الجملة والتجزئة بنسبة 14%.
وأوضح أن قطاع التعليم ساهم بنسبة 13.9% من الفرص المستحدثة، فيما حظيت الصناعات التحويلية بنسبة 13،4%.
وفي هذا الإطار، شدد رئيس المنتدى الاقتصادي الأردني، مازن الحمود، على أهمية مواصلة تحسين معدلات البطالة من خلال تبني سياسات فعّالة تهدف إلى تحفيز القطاع الخاص على خلق فرص عمل جديدة.
وأشار الحمود، إلى أن جذب الاستثمارات إلى الأردن يمثل عاملاً أساسياً لتحقيق معدلات بطالة متوافقة مع المعايير العالمية المقبولة.
وأكد على أن هذا النهج يُعدّ المسار الأمثل لتعزيز التنمية الاقتصادية الشاملة وترسيخ الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.