هاتفت أحد قادة الألوية العسكرية من أجل التوسط لجندي ونقله من مكان إلى مكان آخر
وهذا القائد لا يعرفني ولا اعرفه ولكنه من قبيلة أردنية لها مكانتها
كلمته وسلمت عليه وعرفت بنفسي ثم ابتدأت طلبي بقولي :
يا باشا لي عندك طلب إذا أجبت طلبي حمدنا الله وشكرناك واذا لم تلبِ هذا الطلب حمدنا الله وعذرناك
فقاطعني قبل ان اكمل وقال لي :
أحسنت وأنصفت القول لأنك أوجدت لي العذر قبل ان تطلب طلبك ثم قال لي هذا القائد:
قبل فترة كلمني احد أقاربي وقال لي : نريد ان تنقل فلان من كذا إلى كذا ولا تسود وجهي.
الشاهد من الموضوع هو (لا تسود وجهي )
والأمثلة على ذلك كثيرة
فقد تتزوج وليس لديك إمكانيات مادية للقيام بحفلة صاخبة ووليمة عشاء فاخرة وتقتصر على تقديم بعض الحلويات والعصائر
فيقال لك : سود الله وجهه مشينا عشرات الكيلومترات وطلعت كنافة
وقد يأتي اليك ضيف ولا تملك ثمن ذبيحة فتشتري له دجاجة وتقدمها له وبعد ان يخرج من عندك يقول سود الله وجهه عزمني على دجاجة
والنبي صلى الله عليه وسلم قُدم له خبز و خل فقال صلى الله عليه وسلم: نعم الأدم الخل نعم الأدم الخل
فمدح الطعام على بساطته ولم يقل سود الله وجهك
وقد تكون صاحب حق واعتدي عليك وأوذيت فتتفاجأ بجاهة طويلة عريضة ولا يشربون القهوة حتى تتنازل عن حقك واذا رفضت او لم تتنازل عن جزءٍ منه قالوا : سود الله وجهه فشلنا وما قدرنا
فمن اين أتينا بها ؟؟
والله يقول وجزاء سيئة سيئة مثلها
نطالب ونأمل بالعفو لكن هذا حقه شرّعا و قانوناً وعرفاً فلماذا نقول سود الله وجهه ووجه جماعته ؟؟
تكون موظفاً او مسؤولاً فيكلمك جارك او قريبك او صديقك ويطلب منك امراً فيه تجاوز ويقول لك لا تسود وجهي
فهل إذا طبقت الأنظمة والتعليمات على الجميع سودت وجهك ؟؟
وهل علاقة القرابة او الجوار او الصداقة او المصاهرة تبيح لي التجاوز على الدين و الأنظمة والتعليمات والاخلاق ؟؟
يقول احد الشعراء المؤمنون ب مقولة سود الله وجهه:
من بغى درب الفشيله تعذر بالنظام
نعرف وجيه الرجاجيل قبل الانظمة
لا تغطي لوحة الاسم واسمك ما يلام
وانت وجهك من قبل لأعرفك وجه رخمه
يقول الشاعر : المعرفة والعلاقات فوق الانظمة والتعليمات والردي هو من يتعذر بالأنظمة والتعليمات
وهذا منطق جاهلي فالأصل بك كمسلم ان تتعامل بمنطق الحق والعدل والإنصاف
فلا آلدين ولا الاخلاق ولا الانظمة والتعليمات تبيح لك سلب حقوق الآخرين خوفاً من سود الله وجهك
ولا بارك الله بمرجلة تقوم على مخالفة الدين والاخلاق والانظمة