2024-09-16 - الإثنين
00:00:00

آراء و مقالات

حين ينادينا الزمن "يا حجي"

{clean_title}
صوت عمان :  


مع تقدم عمرنا، بقيت أسماؤنا وتغيرت مسمياتنا، بينما انا اليوم مسافراً في مطار عمان وعند مروري بمحطة التفتيش، تقدمت بالسير إلى الأمام وإذا بي أسمع صوتاً ينادي، "يا حجي، يا حجي"، لم أعِر الأمر في البداية أي انتباه ظناً مني أن المقصود هو أحداً غيري، و التفت إلى الخلف فلم أجد إلا شابات في ريعان الشباب ثم، عندما كنت انا التالي بعدهن، أيقنت أنني انا المقصود، في تلك الدقيقة، تصارعت الأفكار في عقلي وتجمد التفكير عندي للحظة، يا الله، هل مر كل هذا الوقت من الحياة لأصبح في مرحلة التسمية هذه، "يا حجي"؟ هل مر العمر وأنا لم أشعر به؟ وهل بالفعل انتقلت من مرحلة الشباب إلى مرحلة عمرية جديدة؟ مرة أخرى، إذا به ينادي علي بوجهه السمح وصوته المهذب سائلاً، "حجي، إذا عندك أدوية بحاجة لحفظها مبردة"، عندها، أيقنت أنه يقصد دواء الأنسولين، تبسمت له، وقلت له، "لا".لكنني عدت لوهلة أحاكي نفسي، يا لها من حياة تمر بسرعة حتى أننا لا نشعر بتقدم عمرنا إلا عندما ينادى علينا "يا حجي"، يا للحنين إلى أيام الشباب، حيث كانت الأحلام تبدو بلا حدود، وحيث كان الوقت يبدو وكأنه يمتد إلى الأبد، ومع ذلك، في تلك اللحظة أدركت أن كل مرحلة في الحياة تحمل في طياتها جمالها وعمقها، أردت مشاركة هذه الخاطرة معكم أعزائي، لأذكركم وأذكر نفسي أن الحياة قصيرة والوقت يمر أسرع مما نتصور، فمتعة الحياة أن نعيشها وأن نتذوق كل لحظة منها،عندها سنعلم أننا بتقدمنا بالعمر نكون قد تعودنا على أن تقدم العمر هو جزء من مسيرتنا الحياتية، ومرحلة محتوم علينا جميعاً المرور بها، فلنعش ونستمتع بالحياة بكل مراحلها ما امكن، فمع تقدم العمر، بقيت أسماؤنا وتغيرت مسمياتنا، أجيال تسلم راية الحياة لأجيال، وهذه سنة الله في خلقه، دمتم بخير وصحة

الدكتور مهند عبد الفتاح النسور