لايختلف أي عاقل مُنصف على المستوى المحلي والإقليمي والدولي بأن جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم هو الداعم الرئيسي للقضية الفلسطينية بقوة في كل المحافل الدولية والمؤتمرات والمشاركات واللقاءات التي يقوم بها ويجتمع مع زعماء الدول والمؤثرين فيها ،وحديثه المُعلن دائماً بضرورة الإنتباه ودق ناقوس الخطر القادم في حالة إستمرار الجمود في عملية السلام وعدم تنفيذ القرارات الدولية لرفع الظلم عن شعب يرزح تحت إحتلال مجرم تاريخه الإستعماري ملطخ بدماء الأبرياء ، ولا يعترف بأبسط حقوق مشروعة للإنسان، ومن خلال تصريحات ومواقف جلالته في هذا السياق كان يحاكي الضمير الدولي المؤثر لرفع المعاناة عن شعبٍ محاصر ومقهور تُسلب منه إرادته وأراضيه وهويته، وتوضيح النتائج والتبعات الكارثية المتوقعة لابل الأكيدة في حالة عدم إرغام الكيان المحتل على تنفيذ التزاماته الدولية..
لكن تباطؤ الدول صاحبة القرار بالإستماع للحكمة والنصيحة المقدمة من صاحب الخبرة ، ساهمت في هذه المجازر بطرق مباشره وغير مباشره والتي تتعرض لها غزة وسكانها المدنيين حالياً من أبشع صور التشريد والقتل لعشرات الآلاف من الأطفال والنساء وكبار السن والتنكيل بالأحياء منهم ،وتدمير كافة مرافق الحياة لهم، بالإضافةالى تعنّت أداة الحرب لهذا الكيان المجرم للإنصياع لقرارات دول داعمة له وإحراجها وإظهارها بالضعف أمام شعوبها وأمام العالم الذي أصبح يتحد بمواقفه الإنسانية جراء ما يشاهد من مجازر وحشية من جيش إحتلال مجرم، ويوجه الإنتقاد والإتهام لتلك الدول بتواطئها بالمجازر التي يقوم بها الإحتلال وضعفها على إتخاذ قرار لإيقاف هذا الدمار الهائل بحق هذه المنطقة الجغرافية الصغيرة التي يعيش على ترابها أكثر من مليوني ونصف انسان أعزل محاصر تمارس عليه عمليات التجويع والقتل والإبادة.
نعم عجزت هذه الدول التي تسمى دول عظمى في المساهمة بإيقاف الحرب تحت مايسمى هدنه مؤقته أو دائمه أو إدخال مساعدات غذائية وطبية لقطاع محاصر جواً وبحراً وبراً.
أمام هذه المأساة الإنسانية التي لم يشهدها التاريخ المعاصر ، كان لابد من قيام قائد يتمتع بكل صفات القيادة والشجاعه وإحترام وتقدير قيادات العالم المسؤولة والمؤثرين بالقرارات لإتخاد قرار تاريخي بضرورة إرسال مساعدات طبية وعلاجية وغذائية وبالسرعة القصوى تقوم بها طائرات سلاح الجو الملكي الاردني لإنزال مساعدات ضرورية لإنقاذ شعب أوشك على الهلاك ، وإحراج الدول صاحبة القرار وتحريك ضميرها الإنساني والأخلاقي (إن وجد)لتنضم الى هذا الجسر الجوي الأردني لإرسال مساعدات طارئة بالتعاون مع صقور ونسور الجو الاردني وبإشراف ومتابعة ومشاركة من هذا الملك الأصيل الذي يشهد له كل العالم الحر بمواقفه البطولية إتجاه قضايا الأمه والعالم ، والذي كان يخاطب ويطالب دول العالم من منذ بداية العدوان الآثم ان يقوموا بالدور الدولي المطلوب منهم والذي رسموه لأنفسهم بانهم أصحاب القرار وإشعارهم بخطورة العدوان الذي ينوي الكيان الغبي الإقدام علية ونتائجه.
على كل الشرفاء بهذا العالم ان يعترفوا أن الجسر الجوي الأردني لنقل المساعدات والذي بدأ بتوجيهات جلالة الملك قد ساهم في تخفيف المعاناة عن شعب غزة وبالأخص في المناطق التي حُرمت من آلة الحرب بتلقيها اية مساعدات ، بالإضافة إلى أن هذا الجسر إنضم إليه دول تقوم بإرسال مساعدات جوية لسكان تكوّن لديهم قناعه وشعور بأن هذا العالم ظالم غير مكترث بهم.
وبالنتيجة وبعد وصول المساعدات المرسله بالطائرات الأردنية العسكرية الملكية وتحليقها بسماء غزة هاشم تأكدت قناعات لدى الشعب الفلسطيني بشكل عام وللغزيين بشكل خاص أنه لو تخلت كل القيادات والشعوب عنهم لأي سبب كان ، فإن هنالك زعيم عربي أردني هاشمي أصيل ومن خلفه شعب وجيش وأجهزة أمنية أردنية لن يتوانى عن الوقوف بجانبهم مهما كانت التبعات المتوقعه التي لا يُعجبها جسر المساعدات الذي يقوم به أردن الشموخ والمجد والعز والكبرياء والتضحية ، والذي مهد لكسر حصار التجويع الذي يفرضه نظام مجرم ….
ويحق لشعب غزة أن يرسموا على وجوههم الفرح والأمل عند مشاهدتهم الطائرات العسكرية وهي تحلق تحت سماء غزة محملة بمساعدات تساعدهم بالإستمرار في البقاء حتى لو لم تكن هذه المساعدات بالكمية المطلوبة بعد ما تعودوا على طائرات الإجرام تقصفهم بقنابل الموت والدمار.
ويحق لنا كأردنيين أن نفتخر أمام العالم بأن هذه الدوحة الهاشميه العطرة مملكة كبيرة بمواقفها السياسية والأخلاقية والإنسانية وقيادتها الرشيدة والحكيمة.