2024-05-03 - الجمعة
00:00:00

آراء و مقالات

هذا الوطن لم يشهد زوراً ولكن شهدوا بالزور عليه

{clean_title}
صوت عمان :  
النائب المهندس يزن شديفات

في ظل كل ما تشهده المنطقة من صراعات ظل الأردن الحصن الوحيد والأخير الذي لم يساوم او يناور في مبادئه ومسلماته القومية العربية والاسلامية في كل أزمة يتعرض لها الإقليم والأمة.

هذا الوطن الذي فرض إيقاع مسيره نظام سياسي قوي ومتين جاوز عمره المائة عام, هذا النظام الذي كان الضامن لوحدة الدم والتراب للأردنيين جميعا بمكوناته وتنوعاته في الأصول والمنابت, فكان السند والظهير للشعوب العربية ولكل مستجير مستغيث يبحث عن الامن والأمان, تقاسمنا الماء والموارد بشحها ومحدوديتها مع أخوتنا العرب وتحملنا المسؤولية الكبرى عن العالم اجمع فيما يتعلق بقضية اللاجئين.

واليوم وفي ظل الحرب المستعرة من الكيان الغاصب المحتل على اهلنا في غزة وفلسطين وبعد مايزيد على مئة الف مدني بين شهيد وجريح على مشهد من العالم العاجز.

تقدم الاردن من منطلق عروبته واخوة الدم والمصير ليكون راس الحربة في الدفاع عن الشعب الفلسطيني في كل محفل ومنبر عالمي, وكان صاحب الموقف المتقدم على الجميع في الخطاب والفعل بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لوقف هذا العدوان الهمجي الذي لم يسبق له مثيل على مر التاريخ.

فكان الملك وهو رأس الدولة يخاطر بحياته في عدة طلعات وإنزالات جوية للمساعدات في سبيل وقف أبشع الأسلحة التي يستخدمها العدو ضد اهلنا في غزة, وهو سلاح الجوع وهو الأشد فتكاً في أي حرب.

ومع كل ماقدمه الأردن يخرج علينا المشككين والحاقدين, للتقليل من شأن الموقف الرسمي الأردني ومايقدمه في سبيل وقف العدوان والتخفيف على اهلنا في غزة.

إلى متى سوف يستمر شهود الزور والحاقدين في الطعن بموقف الدولة ككل شعبا ومؤسسات وتكسير صورة الموقف العروبي للدولة الأردنية.

وفي ظل غياب واضح وجلي لنخب سياسية ورجالات الدولة عن الدفاع عن الموقف الرسمي للدولة
إلى متى سنظل كأردنيين في مرحلة الاتهام والتبرير في كل موقف وأزمة للأمة.

ألم يعي العقلاء في كل الأمة العربية والإسلامية أن سهام العدو ومن خلال إعلامه وقيادته السياسية لم توجه الى أحد بقدر ما وجهة إلى الأردن, والى شخص الملك وأسرته التي نفاخر بها الدنيا وهم من يملكون الشرعية الدينية والتاريخية شاء من شاء وابى من أبى.

يكفينا اليوم جلداً للذات وآن الأوان للإلتفات إلى الداخل ومنعته, آن الأوان لجردة حساب لمصالحنا وتحالفات الدولة, آن الأوان ان ينتظم إعلامنا بكافة منصاته ومحتواه تحت مظلة واحدة جامعة في استراتيجية اعلامية وطنية تقدم الموقف الأردني بصورة جلية واضحة لا تحتمل التأويل لأننا اليوم نعيش في اخطر منحنى تعيشه المنطقة منذ عقود فالأردن القوي والمنيع هو الداعم والظهر المساند للشعب الفلسطيني في سبيل انتزاع حقوقه المشروعة.

هذه الدولة الأردنية الضاربة جذورها في اعماق الارض يحكم تحركاتها مصالحها الوطنية العليا بإكراهاتها وصعوباتها فقط لا غير.