قال استاذ علم الزلازل في الجامعة الأردنية والرئيس السابق لجامعة الحسين بن طلال البروفيسور نجيب أبو كركي ان اليابان تقع على أطراف المحيط الهادئ وبشكل عام تعتبر تلك المناطق من أكثر المناطق التي تشهد تاثرا زلزاليا في العالم حيث 90% من الأنشطة الزلزالية تقع في أطراف المحيط الهادئ.
وأشار أبو كركي في تصريح خاص لـ"صوت عمان"، ان الزلازل التي تقع في تلك المناطق تتميز بالعنف بسبب ان حدود الصفائح في تلك المناطق هي صفائح من النوع التصادمي وهذا ما يميز عنف الزلازل في هذه المناطق على فترات زمنية قريبة.
وبين أبو كركي ان اليابان شهد زلزال مهم في العام 2007 أثر بشكل كبير على عدة محطات نووية حيث بلغت قوته 6.8 على مقياس ريختر، تبعه في العام 2011 (زلزال فوكوشيما) حيث كان زلزالا مدمرا وهائلا بلغت قوته 9.2 على مقياس ريختر ولوث مياه المحيط الأطلسي بالإشعاع بدرجة كبيرة.
وأكد أبو كركي خلال حديثه ان منطقة اليابان من المناطق المؤهلة لحصول زلازل عنيفة فيها على فترات متقاربة، مبينا ان الزلزال الأخير الذي ضرب شمال اليابان وحصل تحديدا على صدع بإتجاه شمال جنوب ومكانه محصور في السواحل الشمالية لليابان وسواحل الكوريتين الشمالية والجنوبية وآسيا وبشكل عام الصين وروسيا.
وقال أبو كركي ان احتمالية حصول تسونامي بعد زلزال اليابان تتناقص بمرور الوقت، حيث ان احتمالية حدوث تسونامي تعتمد على المكان والوقت وقوة الزلزال، حيث كلما زادت قوة الزلزال تزيد فرص حدوث تسونامي، وعادة في تلك المناطق إذا زادت قوة الزلزال عن 7.5 على مقياس ريختر يطلق إنذار مبكر احترازي وتبدأ أنظمة المراقبة بقياس ارتفاع موجات المياه وأين تذهب، حيث إذا تم رصد ارتفاع يستمر الإنذار ويتم تحديد أماكن ذهاب الموجات، أما حالة عدم حصول شيء فأنه يتم إيقاف الإنذار.
وبين أبو كركي أن هذا النوع من الزلازل يمكن أن يحصل بعده هزات ارتدادية وأحيانا هزات سالفة وهذا ما حصل فعلا، حيث حصل قبل هذا الزلزال زلزال بلغت قوته 5.5 على مقياس ريختر بعده بدقائق بسطية حصل زلزال بقوة 7.5على مقياس ريختر ثم بعد 3 دقائق زلزال آخر بقوة 6.2 على مقياس ريختر تبعها سلسلة طويلة من الهزات الإرتدادية ذات تأثيرات منخفضة وقوة منخفضة.
وأكد أبو كركي في نهاية حديثه ان السبب العام للزلازل العنيفة هو حركة الصفائح والضغوطات على هذه الصفائح حيث تتحرك من مكان لآخر وتطلق طاقة وهي في الواقع الزلازل التي تضرب تلك المناطق.