2024-04-28 - الأحد
00:00:00

آراء و مقالات

الوساطات القطرية تحفر بتأثيرها على جميع قارات العالم

{clean_title}
صوت عمان :  


نجحت دولة قطر في امتلاك قوة ناعمة استطاعت عبرها مراكمة النجاحات سنين طويلة لتحولها إلى قوة بالستية ذات شأن عابرة في تأثيرها للقارات.

بجناحيها الدبلوماسي والاعلامي اكتمل التأثير القطري ليس في العالم العربي وحسب، بل في ارجاء العالم.
تموضع داخلي

لم يبدأ الامر عندما اخذت الدبلوماسية القطرية اداريا تتموضع بعد ان استحدثت دولة قطر منصب مساعد وزير الخارجية للشؤون الإقليمية الذي يتولاه منذ ذلك الحين المحامي محمد الخليفي، وهو منصب يهدف إلى تعزيز الدور الدبلوماسي للدوحة بالمنطقة بعد نجاحها في عدد من الملفات المهمة وفي مقدمتها الملف الأفغاني. لكن هذه التأسيس كان رسالة داخلية وخارجية بان الدبوماسية القطرية باتت بحاجة إلى أجنحة بيوقراطية عملت الدولة القطرية على تأسيسها لبنة لبنة.

نجاحات

وحفرت الوساطات القطرية بتأثيرها على جميع قارات العالم، سواء على مستوى الصراعات بين دول متنازعة، أو جماعات ومجموعات سياسية أو جماعات مسلحة أو قوى معارضة.

لهذا عندما نسمع مستشار رئيس الوزراء والمتحدث الرسمي باسم الخارجية القطرية د. ماجد الأنصاري يقول إن بلاده تعمل في وساطات بملفات مختلفة، من بينها أزمة لبنان ورواندا وأفغانستان، فعليك ان تتذكر ان هذا بالتأكيد ليس كل شيء.

في عام 2008، احتضنت الدوحة توقيع الاتفاق السياسي اللبناني الذي أسفر عن انتخاب رئيس للبلاد.
وبين عامَي 2007 و2008، تدخلت دبلوماسية القطرية بين الحوثيين اليمنيين وحكومة الرئيس الراحل علي عبد الله صالح

في عام 2012، استضافت المصالحة الفلسطينية بين حركتي حماس وفتح.

في 2015 رعت اتفاق سلام بين قبائل التبو والطوارق في ليبيا

عام 2017 توسطت لإنهاء الصراع بين الخرطوم وحركة "جيش تحرير السودان" المسلحة.

عام 2020 أدت الدوحة أيضاً دوراً في التوصل إلى اتفاق "جوبا" للسلام، الذي وقعته السلطة الحاكمة في السودان مع عدد من الحركات المحلية المسلحة، والذي أنهى عقوداً من الحرب.

وفي 2020، أبرمت أمريكا و"طالبان" الأفغانية اتفاق الدوحة للسلام، الذي وضع حداً نهائياً للحرب في أفغانستان، وتُوّج لاحقاً بانسحاب أمريكي كامل.

وفي 2021، نجحت الدوحة في إنهاء الخلاف الذي اندلع بين كينيا والصومال بعد 6 أشهر من القطيعة
وفي عام 2022 نجحت في إيجاد حل للخلاف بين المجلس العسكري التشادي والمعارضة.

وفي هذا العام 2023 نجحت الوساطة القطرية في افراج حكومة فنزويلا عن 10 أمريكيين في صفقة تبادل سجناء مع الولايات المتحدة مقابل إفراج الولايات المتحدة عن حليف مادورو، رجل الأعمال الكولومبي أليكس صعب، الذي حصل على عفو من الرئيس الأمريكي جو بايدن.

كما وافق مادورو على إطلاق سراح ما لا يقل عن 20 شخصاً على صلة بالمعارضة من السجون، حيث أكد وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز الخليفي، أن هذه الخطوة جزء من وساطة أشمل لمعالجة القضايا العالقة بين البلدين.

وفي هذا العام ايضا اخترقت الدبلوماسية القطرية التكلسات التي تراكمت في العلاقة الامريكية الايرانية وافرج عن 5 إيرانيين كانت تحتجزهم الولايات المتحدة كما جرى تحويل 6 مليارات دولار من أموال طهران، مقابل الإفراج عن 5 أمريكيين ومزدوجي الجنسية.

أما آخر الوساطات وأهمها انسانية فتلك التي نجحت فيها دولة قطر، بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عندما جرى التوصل إلى اتفاق على هدنة إنسانية في قطاع غزة استمرت أسبوعاً (أواخر نوفمبر 2023).