مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني، وضع نائب رئيس الوزراء ووزير الإدارة المحلية توفيق كريشان اليوم الاثنين، حجر الأساس لمبنى بنك البذور الوطني في حرم المركز الوطني للبحوث الزراعية وبالتعاون مع الجامعة الهاشمية.
وقال كريشان إن بنك البذور الوطني ينطلق من رؤية التحديث الاقتصادي والخطة الوطنية للزراعة المستدامة والإستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، ويعد مشروعاً وطنياً وامتدادا لبنك البذور الذي تأسس في المركز الوطني للبحوث الزراعية منذ عام 1993 لافتا إلى أن الحكومة تقدر دور وزارة الزراعة على المستويين المحلي والعالمي.
وأضاف أن الأردن من الدول السباقة لمواجهة مخاطر التحديات المناخية، وأن ازدياد سكان العالم ضاعف من استهلاك الأغذية عالمياً، مبينا أن خطة الحكومة التي تستند إلى الرؤية الملكية ستمكننا من تفادي هذه الأزمات ومواجهة الحالات الطارئة غير المتوقعة.
من جهته، قال وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات، إن تأثير الأزمات الأخيرة التي عصفت بالعالم، نبهت الدول إلى أهمية الأمن الغذائي في المحافظة على استقرارها وأمنها، مشيرا إلى أن جلالة الملك نبه إلى ذلك في حوار بورلوغ عام 2020 إذ كانت توصياته نبراسا وموجها للعمل العالمي والمحلي لمواجهة الأزمات وتأثيرها على الأمن الغذائي، حيث حدد جلالته أولويات العمل لما بعد كورونا بدعم الأفكار المتقدمة في مجالات الإنتاج، والتزويد، والتخزين، وتبادل الخبرات، وتسخير حلول توفرها التكنولوجيا.
وعبر الحنيفات عن اعتزازه بإنجازات علمية سطرها المركز بالتعاون مع الجامعة الهاشمية من خلال توسعة لبنك البذور الوطني والذي يعد حاضنة للموروث النباتي وتجسيدا للعمل البحثي المشترك، لافتاً إلى أن البنك يخدم أغراض التنمية الزراعية عبر حفظ الأنواع والأصناف النباتية القادرة على إيجاد منتج نباتي بمواصفات وجودة عالية ذات قيمة مضافة.
بدوره، قال مدير عام المركز الوطني للبحوث الزراعية الدكتور نزار حداد، إننا نَلِجُ اليومَ معاً في مرحلةٍ جديدةٍ في تاريخ البحث العلمي الزراعي والتي جاءت بتوجيهات ملكية سامية مع بداية جائحة كورونا، بالاجتماع الخاص المتعلق بالأمن الغذائي الأردني، إذ وجه جلالته كلاً من المركز والجامعة الهاشمية للسير قدُماً في بناء هذا المشروع المشتركِ ليكون الأول من نوعه من حيث طبيعته العِلمية وطريقة تمويلِه.
ولفت إلى أن الجامعة الهاشمية خصصت 3 ملايين دينار لإنشاء مبنى جديد للبنك الذي باشر عملَه عام 1993 ويزخر بعينات بذرية يعود تاريخ أقدمِها إلى عام 1927 إضافةً إلى 2000 عينةٍ معشبيةٍ تاريخيةٍ يعود عمر أقدمِها إلى عام 1898 ميلادي .
وأضاف حداد أن تصاميم المشروع جاءت بأعلى المعايير الهندسية للأبنية الخضراء وبمساحة إجمالية تُقدر بـ 3170 مترا، و10 دونماتٍ للخِدْمات المرافقة منها ما يستخدم لإكثار مدخلات البنك، مشيرا إلى أن البنك سيزود بقاعاتٍ حديثةٍ للتدريبِ ومُختبراتٍ وأجهزةٍ مخبريةٍ متطورةٍ وغرفِ تبريدٍ وتخزينٍ طويل الأمد بواقع -20 درجة مئوية بدلاً من 5 درجات مئوية والمعمول بها حالياً.
وأشار إلى دور سموّ رئيس المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا الأمير الحسن بن طلال الجوهريٌ بتكليف كوادر مديرية بحوث التنوع الحيوي في المركز الوطني بالتحقق من محتويات المعشب النباتي في بريطانيا، والاستفادة من خبراتهم ووضع مواصفات عالميةٍ للبنك ليكون على أعلى المعايير والمواصفات العالمية لبنوك البذور، لافتا إلى نسبة الإنجاز في المشروع تجاوزت 15 بالمئة ويتوقع استلامه في تموز المقبل.
بدوره، بين رئيس الجامعة الهاشمية الدكتور فواز الزبون، دور البنك وبدعم من سمو الأمير الحسن بن طلال مساهمته في اختيار مختلف الأصناف الزراعية المناسبة، بما ينعكس على تطوير القطاع الزراعي بأسره.
وقال الزبون، إن الاهتمام الملكي بالمشروع جعل الجامعة تحرص على أن يكون لها دور فيه، معبرا عن اعتزازه بتتويج هذا المشروع بشكل علمي وإيجابي، لحماية مختلف الأصناف الزراعية من الانقراض، فضلاً عن تكريس البحث التطويري والتطبيقي لهذا البنك.
وقال رئيس بلدية عين الباشا جمال الفاعوري إن إنشاء البنك ضمن اللواء يعد إضافة نوعية إلى مكتسبات الوطن التي أرساها جلالة الملك وتعنى بحفظ أصول وراثية نباتية سيكون لها انعكاسا إيجابيا على تطوير القطاع الزراعي وتحقيق التنمية الزراعية.
وأشار إلى دور المركز بالنهوض بالقطاع الزراعي على الصعيدين المحلي والدولي، ما جعله يشكل مؤسسة نموذجية في التطور والتحديث ومواكبة التطورات العلمية والتشاركية مع المجتمع المحيط بها ما جعلها في السنوات الأخيرة أنموذجا ومنارة يحتذى بها .