بقلم الدكتور جميل السبوبه
محافظات الوطن الغالي تعج بالذكاء والولاء والانتماء والذي اثبت كل ذلك على مدار عشرات السنين نتائج الثانويه العامه بكل فروعها... ولم تلحظ الجهات المعنية بالاحصاء واستطلاع الرأي هذه المسأله ولم تجري عليها أي استفتاء ذلك أن البعيد عن العين بعيد عن القلب.... لذلك باتت القرارات الإدارية التي تعني مسأله التعليم تؤخذ وفق قياسات المركز (العاصمه) من حيث انها المؤشر الحقيقي لاستطلاعات الرأي التعليمي لمستقبل الطلبة الناجحين وتحديدا بمعدلات السمو العالي بتصنيفات العشره الأوائل...ومصطلح العشره الأوائل مصطلح فضفاض مابين عام وعام...ففي العام الذي سبق عامنا تحصل اكثر من طالب على معدل ال100...وفي أعوام مضت وانقضت كان من الأوائل ال 90 وال87....الخ لكن حريه الإختيار في التعليم كان مقياسها المعدل... ايا كان عدد الحاصلين على هذا المعدل... لكن موازين التعليم العالي في أيامنا انقلبت رأسا على عقب في ظل تصنيفات قسريه تفرض على رغبات واراده الطالب بحجج غير صحيحه ...مثل التخصصات الراكده والمشبعه... والانحياز لفكرة تحديد الاعداد لهذا التخصص او ذاك... وبقرارات غير مؤسس لها قانونيا وانسانيا وتتنافى مع مبادئ عظيمه لحريه الحلم والاختيار والابداع... واتحدث عن التعليم الرسمي.... بالأمس احزنني كثيرا اعتصام الطلبه المتفوقين أمام وزاره التعليم العالي تحت حراره الطقس التي ناهزت ال40 درجه ليصرخوا بكلمه واحده(من حقي اتعلم)و(ومن حقي أصبح طبيب)و..و...و... والكارثه تضارب الاختصاص الإداري والوظيفي مابين وزاره التربيه والتعليم ووزاره التعليم العالي ليختلط الحابل بالنابل والضحيه اوائل الذكاء العلمي والمهني القادمين من محافظات الجنوب والشمال والشرق والغرب... اللذين يفترض ان تمنحهم الدوله 10 علامات على المعدل لبعدهم عن المركز (العاصمه) وهم يتداولون مناهج الدوله بشغف بعيدا عن الانترناشونال ... ويحفظون ويرضعون الولاء بفطره الحليب الذي شربوه .... دون تحريض لمشاعرهم ب..(Red pool) والبيتزا وفطائر وشطائر الهوت دوغ....من اعتصم ليدرس ويتعلم بمعدله ويعبر عن حلمه جاء من اطاريف الوطن وحتى من مكان قدومه ليس مؤهلا لمقاعد أبناء العشائر أبناء جوائز الترضيه.... كيف يطاوع قلب المسؤول ان يعدم رغبات واحلام من حفظت معادله الكيمياء تحت رفه بيت الشعر ومن أجاد تحليل نظريه داروين وهو يرعى الغنم ومن افلح بحل لغز فيثاغورس وهو ينتظر دوره بسقايه مساحات الجفاف التي تتعطش لها حشائش الأرض....لم تفلح إدارات التربيه والتعليم العالي بفك طلاسم قراراتها ...لم تفلح وهي تدفع بجيل مبدع لايعرف عن التعليم الخاص والدروس الخصوصيه ومعاهد اللغات...الا الاسم...ففي أودية الوطن ومراتع الطفوله في حاراتهم لايوجد خاص الا الكرامه والشرف والعرض... أما تداول معلومه الهوية الوطنيه وطبيخ أمهاتهم والسير نحو نشيد الملك في ساعات الفجر نحو مدرسه تبعد عن شرايين القلب مئات النبضات.... أين تدفع بمن رسم طرقات الوطن بحذاء مهتري قابل للتدوير مابين الشقيق والشقيق... قرارات التعليم العالي ...تخدم ممالك وامبروطوريات التعليم الخاصفي تلقف هولاء القادمين من مغتربات الوطن لتمارس دور البنوك الربويه...بفرض آهات الآباء والأمهات لحلم مريم وفاطمه وسعاد ونجد وخوله وسلمان وحمدي ورزق وإبراهيم بأن يكونوا كما تمنوا....الماده(٦) من الدستور كفلتهم دستور الهواشم كفل تعليمهم وطمأنينتهم وتكافؤ فرصهم مع أبناء النواب وأصحاب المعالي والسعاده والعطوفه وشيوخ العشائر....حتى في المواثيق والعهود الدوليه الموقعه مع حكومات النخب...فالماده(٢٦) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان اعطت أبناء الوطن بالتساوي الحق التعلم ....الخ ويكون التعليم العالي متاحا للجميع... وقد حذر حذر حذر حذر...الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في مادته ال(30) بأن ليس في هذا الإعلان اي نص يجوز تأويله على نحو يفيد انطوائه على تخويل ايه دوله او جماعه او فرد اي حق القيام بأي نشاط او بأي فعل يهدف إلى هدم اي من الحقوق والحريات المنصوص عليها فيه....فهل وزاره التعليم العالي وخبراء التعليم خارج منظومه هذه القيم الانساني؟؟؟؟؟ سؤال من المفترض أن يؤرق ضمير احد ما.!!!!... مع الاحترام.