2024-11-27 - الأربعاء
00:00:00

آراء و مقالات

حتى لا نبكي الوطن

{clean_title}
نسيم عنيزات
صوت عمان :  


فاجعة كبيرة ومؤلمة تعرض لها الوطن امس الأول بفقدانه نخبة من أبنائه وبناته رحمهم الله جميعا، لا تعفي احدا من التقصير ولا تحمي أحدا من العقاب والمسألة مهما كانت وظيفته او مرتبته.

فالوطن جريح ويتألم لما حدث لابنائه فهم اعزاء عليه كبقية كل الأردنيين من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، وطن جريح لا يحتمل تعميق جراحه او الرقص على أحزانه واستغلال ظروفه لانه في النهاية للجميع ونلتقي عليه ولا يقبل القسمة الا على نفسه.

نعم هناك أخطاء متراكمة، واكوام مكدسة في كل مكان،تحتاج الى حلول جذرية وشاملة والخوض في تفاصيلها ووضع خطة محكمة قادرة على المعالجات الدائمة بعيدا عن التسكين والحلول الانية.

فالمصائب لا تحتاج الى الندب والعويل لأنها يجب أن تقوينا وتدفعنا إلى الصمود والنهوض، لا إلى الاستكانة او الهروب، وتبادل اللوم، تتطلب اليقظة وعدم السقوط او النبش في دفاتر بالية وقديمة، لن تقدم ولن تأخر في الأمر شيئا.

نعم إن المواطن يعاني ويعيش حياة ضنكا وظروف قاسية وتراكمات نفسية واجتماعية لا طاقة له بها، حاله كحال الوطن الذي مر ويمر بتحديات داخلية وخارجية وترصد من بعض أصحاب الاجندات، الناقمين على الوطن لأسباب شخصية او نتيجة ممارسات من البعض لا علاقة للوطن به .

فالعبث به وبمقدراته لا يجدي نفعا وسيزيد الطين بلة، ويراكم تحدياته وصعوباته ويعمق جروحه، والخاسر في النهاية نحن الشعب، المؤمنون بالوطن وهويته، وسنقدم هدية على طبق من فضة للمراهنين والمزاودين عليه وعندها سنبكي وطنا مضاعا،لا ينفع معه العويل والندم.

إن الفاجعة على ضخامتها وعظمتها يجب أن لا تضعفنا او تدفع بنا إلى الاختباء والصمت او الانجرار وراء المجهول وعدم اليقين.

فكفانا جروحا والاما وما خلفته الايام والسنين من اوجاع واحتقانات فقد حان وقت العمل والنظر إلى الأمام نحو مشروع وطني نهضوي جامع يعالج كل الاختلالات وتجتث الفساد من جذوره ويهيئ إلى نظرة مستقبلية خالية من التلوث والشوائب.

نحتاج إلى حلول شاملة ووقفة وطنية صادقة للدفاع عن الوطن وحمايته، لا أن نتوقف عن حد او امر و نندب حظا ناقصا. او ان ننقاد إلى ردات فعل مدفوعة بالغضب والسرعة.

نعم هناك مشاكل وقضايا كثيرة لا تتوقف عند القطاع العام فقط، الذي نخشى أن يتعرض إلى عمليات جراحية غير مدروسة تفاقم الأمر بقدر ما نحتاج إلى معرفة أماكن الخلل، وبواطنها والتعامل معها بهدوء وإيجاد الحلول المناسبة والدائمة.

وان يكون شعارنا الوطن وحماية امنه واستقراره وهاجسنا خدمة المواطن وتحسين ظروفه ومستوى معيشته والارتقاء بالخدمات المقدمة له.